المبعوث الاممي استبق جلسة الامن بطلب وساطة صينية لدى مليشيا الحوثي والمخلوع بحثا عن موافقة بعودته الى صنعاء لإقناع الحوثي والمخلوع صالح بالموافقة على مبادرته الخاصة بالحديدة، بعد ان اصبح الحديث عن تسوية سياسية بمثابة فكرة غير قابلة للنقاش.
الجلسة التي عقدت مساء الأربعاء الماضي غاب عنها منطق السياسية وانشغل الجميع بالحديث عن التداعيات الإنسانية في محاولة للاستمرار في فصل السياسي عن الإنساني وهو ما لا يقبله المنطق باعتبار انهيار الوضع الإنساني نتيجة لاحقة للفشل السياسي.
حشدت الأمم المتحدة كبار مسؤولي منظماتها المعنيين بالجوانب الإنسانية، كالفاو والصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية الذين قدموا صورة مفزعة وموجعة عن الأوضاع الانسانية المتدهورة في كافة الجوانب.
انشغل الحاضرين بالحديث العاطفي وهو ما يعد استمرارا لنفس نسق جلسات مجلس الأمن الأخيرة بخصوص الملف اليمني ولم يتم مناقشة التطورات التي حدثت على الأرض ولا استمرار قصف وحصار المدن ومنع وصول المساعدات.
تعطل المسار السياسي في المنطقة برمتها وانعكاس الأزمة الخليجية - الخليجية على الأوضاع في اليمن ألقى بظلاله على الاجتماع الذي يكشف عن فقر الخيارات السياسية في اليمن وتحولها لساحة حرب بالوكالة وتنفيس للصراعات في الإقليم في حرب يخسر فيها الفقراء وترتفع كلفة الحرب الإنسانية في بلد لم يعد يقوى فيه الناس على التقاط أنفاسهم.
الدول العشرين الراعية للتسوية في اليمن باتت جزء من المشكلة بعد ان كانت تقترح الحلول ونقلت ازماتها وأخطائها في إدارة الازمات اليه وهو ما بات يمثل اختبارا أخلاقيا للعالم في ظل استمرار التعامل مع اليمن كملحق لدول الإقليم وبلد خاضع للوصاية الإقليمية والدولية دون حتى ان يجد اهتماما حقيقيا بمعاناته الكبيرة والكارثية.