حقيقةٌ كان يعلمها الجميع لكن المبعوث الأممي أرجأها حتى اليوم بعد أن دخل في السنة الأخيرة من مهمته في مواجهة أشهر فيها الحوثيون كل أسلحتهم في وجهه بما فيها محاولة للاغتيال في صنعاء إبان زيارته الأخيرة أيضاً لهذه المدينة في مايو من العام الماضي.
ليس الحوثيون وحدهم من يعيق التقدم نحو الوجهة النهائية للحرب والسلام في اليمن، فالدولة اليمنية بحسب المراقبين وكما تشير إلى ذلك الوقائع على الأرض باتت مهددة والسلطة الشرعية تعزل يوماً إثر يوم عن مجال نفوذها، وتتواصل الترتيبات لترسيخ واقع عنوانه التقسيم والانفصال.
اتسم معظم إحاطة المبعوث الأممي بتكرار العبارات نفسها عن خارطة السلام وجهود بناء الثقة بين الأطراف والوضع الإنساني المأساوي، وتورط الأطراف في تجنيد الأطفال واستمرار الحرب، لكنها هذه المرة تضمنت بعض الإشارات ذات المغزى، خصوصاً ما يتعلق بالشكوك حيال الإرادة الفعلية للأطراف من أجل إنهاء الحرب.
حذر ولد الشيخ في إحاطته من تداعيات المشهد الاقليمي المشحون بالتحديات والنزاعات السياسية والمذهبية والضغوط الاقتصادية على البلاد المنهك بالحرب، وحذر كذلك من أن الأحداث الأخيرة في اليمن ستعيد خلط الأوراق السياسية من جديد وتغير في بعض التكتلات الداخلية خاصة في ظل ما يشهده حزب المؤتمر الشعبي العام من ضغوط وتحديات بالإضافة الى ظهور أصوات جنوبية شعبية تعبر عن مطالبها.
هذه هي أقوى أكثر إشارات المبعوث الأممي جرأة إلى الأطراف المتورطة في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن.
لكنه تعمد على ما يبدو تجاهل التغول الكبير لمصالح الأطراف الخارجية المتورطة في هذه الحرب تحت مظلة التحالف والتي تتحول معها المهمة العسكرية لهذا التحالف من إسناد للشرعية إلى إقصائها وتصميم وصفة مستقبلية أكثر كارثية بانتظار اليمن المخدوع من كل الأطراف.