أربع سنوات مضت من الحرب دون ان تكون الحكومة الشرعية سوى واجهة شكلية لتعميق جراح اليمنيين وتدمير بنيتهم التحتية واستغلال ثرواتهم وموانئهم الاستراتيجية.
عادة ما توصف الشرعية بأنها هشة وتتعرض للتآكل المستمر في مناطق سيطرتها الشكلية، ولم تنكسر مليشيا الحوثي خلال سنوات الحرب، بل ظلت محتفظة بسيطرتها على مناطق الكثافة السكانية وأهمها العاصمة صنعاء.
كما راكمت المليشيا خبرتها وتجاربها في الحرب، وطورت أسلحة استراتيجية قادرة على الوصول إلى أهداف في عمق الدول الاقليمية.
وحدهم المدنيون من يدفعون ثمنا باهظا للحرب. تصاعدت فاتورة القتلى والجرحى والمشردين في ظل أوضاع انسانية مزرية.
ولا يكترث المجتمع الدولي لهذه المأساة، فثمة أجندات مختلفة، دخلت على ملف اليمن المعقد. لكن أسوأ هذه الأجندات هي مشروع الإمارات.
محافظ المحويت، صالح سميع، وجه قبل أيام انتقادات لا ذعة لدور الإمارات في اليمن، ولن يكون بالطبع آخر المسؤولين الحكوميين، فعلى ما يبدو ان آخرين سيلحقون به في ذات الاتجاه.
تصرفات رعناء وغبية وطرف لئيم.. هكذا أطلق سميع أوصافه على دور الإمارات في اليمن.
أهم ما في تصريحات سميع القوية ضد أبو ظبي أنه أطلقها من الرياض، حيث عاصمة الدولة التي تقود التحالف، والتي تركت الساحة والدور الأكبر للإمارات، تعبث كيف تشاء.
أشار سميع إلى ان الإمارات مصابة بجنون العظمة، وأنه إذا لم تعد إلى رشدها فإن إجراءات ستتخذ، وقال أنها تتصرف بشكل لئيم مع اليمن.
وأكد أن الوقت قد حان لأن يتكلم الرئيس هادي ويوضح أن هناك العديد من الجوانب المحرجة بشأن العلاقة مع التحالف تتطلب معالجة.
وفي ذات السياق، أعاد وزير النقل، صالح الجبواني، توجيه الضوء على سوء العلاقة المختلة بين الحكومة والإمارات.
ودعا الحكومة إلى تصحيح هذه العلاقة، واصفا إياها بأنها علاقة ملتبسة، وقال إنه آن للشرعية أن تتخذ موقفا بتصحيح علاقتها بأبوظبي أو فض التحالف معها.
وسبق للجبواني ان اتهم الإمارات بالوقوف خلف إنشاء جيوش قبلية ومناطقية موالية لها في اليمن، وبأنها سبب انهيار الأوضاع في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة.
ولا شك ان دخول مهمة التحالف في اليمن عامه الخامس، قد أضحى في واجهة النقد الكبير للناشطين والمتابعين.
وتبدو الحكومة الشرعية هي الحلقة الأضعف في هذه العلاقة، حيث تعاني من التآكل المستمر في مناطق يفترض أنها خاضعة لسيطرتها.
وتكاد تفقد شرعيتها أمام المجتمع الدولي لذات السبب. يحبذ البعض وصف التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بـ "التحالف الغدار" جراء العمليات المتكررة لإستهداف عناصر الجيش الوطني.
آخر هذه العمليات، استهدفت جنود الجيش الوطني في مديرية برط بمحافظة الجوف، وأسفرت حسب مصادر إعلامية عن مقتل 7 جنود وإصابة نحو ثلاثين آخرين، في غارات جوية للتحالف والتي كانت تصنف في السابق بأنها غارات خاطئة.
لكن الغارة الأخيرة، جاءت ضمن سلسلة غارات أصابت قيادات الجيش الوطني في مقتل على مدى أربع سنوات، وأعاقت عملية الحسم العسكري.
في المقابل، تبدو مليشيا الحوثي في عنفوان مقاومتها، ولم تتوقف عن إطلاق الصواريخ الباليستية إلى عمق الأراضي السعودية.
وفي الأسبوع الماضي، هددت المليشيا بضرب أهداف عسكرية في السعودية والإمارات، معلنة عن إنتاج صواريخ باليستية محلية الصنع.
وبحسب المتحدث باسم المليشيا يحي سريع، قال إن جماعته تملك مخزونا من الصواريخ الباليستية، وقادرة على إطلاق العشرات منها دفعة واحدة.
ومن المؤكد ان مثل هذه التهديدات لن تجد صدى لدى التحالف، فقد حدد أطماعه قبل أهدافه المعلنة التي أطلقها قبل أربع سنوات.