ومن أن تخفت حظوظ السياسة في اليمن حتى ترتفع أسهم الحرب كطريق اوحد للخلاص هكذا يفكر البعض ، لكن ذلك لم يحدث حيث ظلت الحرب اليمنية بشقيها الخارجي والداخلي تروح بين ثنائية الحسم العسكري والحلول السياسية وعلى هذا المنوال مضت الأعوام السابقة
لكن هذه المراوحة وان كان يقصد بها تقليل الكلفة البشرية والمادية في حال الخيار العسكري وعدم شرعنة الإنقلاب بشقها السياسي السلمي وهي خيارات مرة لا شك في ذلك
الا انها أيضا فاقمت من المأساة اليمنية في النواحي الإنسانية خصوصا مع استمرار الحصار وتشديده في الفترة الأخير وخلقت مشاريع وصرعات أخرى كثيرة، ما كان لها ان تطفوا على السطح لولا طول فترة المراوحة واللا حسم ،وهذه معظلة تقود الى تساؤلات كثيرة ومهمة لماذا لم يتم الحسم العسكري حينما فشلت السياسة في اختراق جدار الأزمة وكم هي المرات التي فشلت فيها.!
ولماذا لم يتم التقدم في الميدان لتضييق الخناق على المليشيا بدلا من تكثيف الحصار وخنق ملايين المدنيين في الداخل اليمني؟
وما الذي ينتظره التحالف العربي خصوصا وان الأيام اثبتت أن طول فترة اللاحسم دوما ما تصب في مصلحة حلفي الانقلاب التي أعادت ترتيب أوراقها حتى استطاعت الوصول الى ابعد مدى في العمق السعودي.
الإجابة على مثل هكذا تساؤلات تحتاج للخوض في مواضيع مهمة ومتعددة، إلا ان أبرزها تتمثل في غياب الرؤية الشاملة للحرب وما بعدها بالإضافة إلى اختلاف الأجندة التي برزت بين شركاء الحرب في اليمن الذي غلب بعضهم مصالحه الخاصة وأطماعه على اهداف الحرب المعلنة يوم انطلاق عاصفة الحزم.