في الوقت الذي تصم أذاننا أصوات الطائرات وأزيز القذائف منذ عاميين بظل الحرب داهم مؤخراً وباء الكوليرا اجسادنا رجالاً ونساءً شيخواً وشباباً واطفالاً، "الكوليرا" الذي حول حياتنا إلى جحيم أخر لا يقل رعباً والماً عن الحرب نفسها التي نعيشها منذ عامين ونصف.
" صراخ الاطفال وهم يصارعون مرض "الكوليرا" الذي سحق اجسادهم بالجفاف جراء الإسهالات المائية الحادة في مخيمات العزل الطبي التي نصبت على عجل لاستقبال المرضى بالكوليرا في صنعاء، تجعلك تعيش نموذجا لألم مصغر لليمن عندما تشاهد وتسمع صرخات الألم والموت في ذلك المخيم".
من مستشفى السبعين للأمومة والطفولة إلى مركز 22 مايو في مذبح مرورا بمركز الشهيد عبد القادر هلال بعصر الألم واحد والفجيعة تمتد بخارطة وطن تمزقه الحروب وتعزله الكوليرا خشية من قادم مجهول.
" صراخ الاطفال وهم يصارعون مرض "الكوليرا" الذي سحق اجسادهم بالجفاف جراء الإسهالات المائية الحادة في مخيمات العزل الطبي التي نصبت على عجل لاستقبال المرضى بالكوليرا في صنعاء، تجعلك تعيش نموذجا لألم مصغر لليمن عندما تشاهد وتسمع صرخات الألم والموت في ذلك المخيم".
من مستشفى السبعين للأمومة والطفولة إلى مركز 22 مايو في مذبح مرورا بمركز الشهيد عبد القادر هلال بعصر الألم واحد والفجيعة تمتد بخارطة وطن تمزقه الحروب وتعزله الكوليرا خشية من قادم مجهول.
ألم وخوف وكوليرا وحرب
مرضى أنهكت أدميتهم أوضاع إنسانية مزرية ودمرتهم حرب استعرت قبل عامين ولم تتوقف وحولتهم الكوليرا إلى مجرد أرقام في كشوفات تتسول بها عشرات المنظمات على مستوى العالم.
عند زيارة "شبكة إعلام السلام" لمستشفى السبعين للأمومة والطفولة كان الرعب باديا على وجه الدكتور حسن الحداد مدير عام المستشفى الذي يضم مخيم لحالات الكوليرا يستقبل يوميا بين 150 – 200 حالة، كما يقول الاطباء في المستشفى
بالصوت الجهور يعاتب الحداد عدد من المسئولين في مستشفى السبعين بسبب تجاهلهم تسجيل إحدى الحالات التي أثبتت الفحوصات المخبرية إصابتها بمرض "الكوليرا" فتزاحم المرضى وأنينهم شتت انتباه الاطباء المسئولين هناك ولم يتم تسجيل الحالة في السجلات الخاصة.
حين مرت لحظة من الهدوء عرفت بنفسي وطلبت زيارة المخيم فكان الرد سريعا الباب مفتوح لا يوجد أي مانع للزيارة والتصوير، مسرعا تحركت إلى المخيم وهناك كانت الصدمة التي لم تكن في حسباني.
أحدهم قدم بخمسة من أبنائه من محافظة شبوه مصابون بالإسهالات المائية الحادة بحثا عن العلاج في الطريق بين شبوة والعاصمة صنعاء لفض اثنان من ابنائه أنفاسهما الأخيرة قبل أن يصلان إلى المستشفى فيما تبقى ثلاثة من أولاد هذا الرجل على قيد الحياة. هل ثمة فرق مثلا بين من تخطفهم قذيفة الحرب المسعورة أو أن ينتزع أرواحهم وباء الكوليرا في زمن الحرب؟ لا فرق .هذه هي حياة اليمنيين منذ عامين، الموت يختطف الجميع واليمنيين في طريق التحول إلى أرقام في سجلات الضحايا.
من بين الأطفال الثلاثة الذين وصلواأحياء إلى المستشفى كان أحدهم يحاول التقيؤ ويصرخ بشدة من الألم، فيما الطبيب المخبري يسحب عينة من دمائه لإجراء الفحوصات، لكن نتيجة الفحص ستظهر بعد 3 أيام وما على الطفل إلا الصبر على ذلك الألم.
يحاول الطبيب المخبري طمأنة المصابين قائلاً:"على الجميع ألا يقلق فالغثيان والاسهالات المائية والجفاف هي الاعراض الأولية لمصاب الكوليرا ولا تزالون بخير ولدينا القدرة للتعامل مع الكوليرا في هذه المرحلة ".
ويتابع إن التطورات الخطيرة التي يصل اليها مريض الكوليرا هو دخوله في مرحلة الفشل الكلوي وهذا لا يزال بعيدا عن المصابين"، لا تقلقوا لن نتأخر في علاجكم نحن ننتظر نتائج الفحوصات فقط.
عند زيارة "شبكة إعلام السلام" لمستشفى السبعين للأمومة والطفولة كان الرعب باديا على وجه الدكتور حسن الحداد مدير عام المستشفى الذي يضم مخيم لحالات الكوليرا يستقبل يوميا بين 150 – 200 حالة، كما يقول الاطباء في المستشفى
بالصوت الجهور يعاتب الحداد عدد من المسئولين في مستشفى السبعين بسبب تجاهلهم تسجيل إحدى الحالات التي أثبتت الفحوصات المخبرية إصابتها بمرض "الكوليرا" فتزاحم المرضى وأنينهم شتت انتباه الاطباء المسئولين هناك ولم يتم تسجيل الحالة في السجلات الخاصة.
حين مرت لحظة من الهدوء عرفت بنفسي وطلبت زيارة المخيم فكان الرد سريعا الباب مفتوح لا يوجد أي مانع للزيارة والتصوير، مسرعا تحركت إلى المخيم وهناك كانت الصدمة التي لم تكن في حسباني.
أحدهم قدم بخمسة من أبنائه من محافظة شبوه مصابون بالإسهالات المائية الحادة بحثا عن العلاج في الطريق بين شبوة والعاصمة صنعاء لفض اثنان من ابنائه أنفاسهما الأخيرة قبل أن يصلان إلى المستشفى فيما تبقى ثلاثة من أولاد هذا الرجل على قيد الحياة. هل ثمة فرق مثلا بين من تخطفهم قذيفة الحرب المسعورة أو أن ينتزع أرواحهم وباء الكوليرا في زمن الحرب؟ لا فرق .هذه هي حياة اليمنيين منذ عامين، الموت يختطف الجميع واليمنيين في طريق التحول إلى أرقام في سجلات الضحايا.
من بين الأطفال الثلاثة الذين وصلواأحياء إلى المستشفى كان أحدهم يحاول التقيؤ ويصرخ بشدة من الألم، فيما الطبيب المخبري يسحب عينة من دمائه لإجراء الفحوصات، لكن نتيجة الفحص ستظهر بعد 3 أيام وما على الطفل إلا الصبر على ذلك الألم.
يحاول الطبيب المخبري طمأنة المصابين قائلاً:"على الجميع ألا يقلق فالغثيان والاسهالات المائية والجفاف هي الاعراض الأولية لمصاب الكوليرا ولا تزالون بخير ولدينا القدرة للتعامل مع الكوليرا في هذه المرحلة ".
ويتابع إن التطورات الخطيرة التي يصل اليها مريض الكوليرا هو دخوله في مرحلة الفشل الكلوي وهذا لا يزال بعيدا عن المصابين"، لا تقلقوا لن نتأخر في علاجكم نحن ننتظر نتائج الفحوصات فقط.
خدمات طبية متواضعة
كل حالة إسهال مائي حاد بحاجة إلى 3 أيام لإثبات إصابتها بالكوليرا من عدمه. شيء صادم حقيقة لكن الدكتور على المحاقري مسئول الترصد في وزارة الصحة العامة يرجع السبب في تأخر نتائج الفحوصات طول هذه المدة إلى وجود مختبر واحد في صنعاء مجهز لمثل هذه الفحوصات، فيماالمختبر الأخر في عدن".
المحاقري يقول في حديث "لشبكة اعلام السلام " أنه يتم تجميع العينات المخبرية للمرضى المشتبه باصابتهم بالكوليرا من كل المحافظات ويتم إرسالها للمختبرين، فيماعملية الزرع للعينات تحتاج يومين لمعرفة النتيجة والتأكد منها.
مهما يكن فالموت في هذه البلاد هو الأقوى والحرب والكوارث والأوبئة " هي من تمتلك القدرة على الفعل فيما لا أحد لديه القدرة على إيقاف كل هذا الوجع وفرض السلام لشعب يتوق ليوم واحد من العيش بسلام وهدوء.
على غير المدن اليمنية تعيش صنعاء حالة من السلام الظاهري ما يجعلها الأفضل مقارنة بغيرها من المحافظات لكن هذا السلام ليس عدا القشرة الظاهرية لصنعاء العاصمة التي يتقاسمها المسلحون والأوبئة ولا يحق لأحد أن يطرح تساؤلاته المشروعة؟
المحاقري يقول في حديث "لشبكة اعلام السلام " أنه يتم تجميع العينات المخبرية للمرضى المشتبه باصابتهم بالكوليرا من كل المحافظات ويتم إرسالها للمختبرين، فيماعملية الزرع للعينات تحتاج يومين لمعرفة النتيجة والتأكد منها.
مهما يكن فالموت في هذه البلاد هو الأقوى والحرب والكوارث والأوبئة " هي من تمتلك القدرة على الفعل فيما لا أحد لديه القدرة على إيقاف كل هذا الوجع وفرض السلام لشعب يتوق ليوم واحد من العيش بسلام وهدوء.
على غير المدن اليمنية تعيش صنعاء حالة من السلام الظاهري ما يجعلها الأفضل مقارنة بغيرها من المحافظات لكن هذا السلام ليس عدا القشرة الظاهرية لصنعاء العاصمة التي يتقاسمها المسلحون والأوبئة ولا يحق لأحد أن يطرح تساؤلاته المشروعة؟
محاولات وجهود انسانية رغم تعاظم الكارثة
خلفت الحرب الدائرة منذ عامين ونصف انقساما حادا في المجتمع المدني اليمني فمنهم من يجد في الحرب هدفا نبيلا يجب دعمها بقوة فيما يرى فيها أخرون جريمة ضد الإنسانية سواء كانت داخلية أو خارجية ويجب أن تتوقف ، غير أن الجميع بات يدرك أن وباء الكوليرا هو الخطر الذي يجب أن تتحد الجهود المجتمعية لمواجهته ولهذا يجد رئيس المنتدى الإنساني اليمني هلال البحري أن التزايد الكبير بعدد الحالات المصابة بالإسهال المائي الحاد والكوليرا يتجاوز قدرة أي نظام صحي، ناهيك عن أن النظام الصحي الموجود حالياً في اليمن بالكاد يعمل.
ويؤكد أن المستشفيات الحكومية مكتظة بالمرضى، ومن شدة الاكتظاظ قد يستخدم اربعة مرضى سريراً واحداً، فيما يتواجد مرضى في الحدائق والسيارات يحملون حقنهم الوريدية على أيديهم، في حين هناك مرضى أخرين متواجدين في منازلهم دون مساعدة.
وأكد أن هذا هو الوقت المناسب للتدخل والعمل والتخلص من الطرق الاعتيادية في العمل واتخاذ خطوات جريئة لإنقاذ الأرواح، ففي مثل هذا الوضع لا يمكن إضاعة أيام للسير في تطبيق إجراءات تخطيط الاستجابة كون الموت لن ينتظر. وكانت الأمم المتحدةحذرت اليوم في أخر بياناتها من تفشي وباءالكوليرا غير المسبوق في اليمن، ما يهدد حياة مليون و100 ألف من النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية.
وقال لوئ شبانة مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية، في بيان نشره موقع الصندوق على الإنترنت اليوم الأحد:"هؤلاء النساء يحتجن إلى رعاية فورية وخدمات الصحة الإنجابية".
وعبّر عن "قلقه البالغ إزاء الأخبار المؤكدة بشأن انتشار وباء الكوليرا في اليمن، ووجود نحو ألفي حالة اشتباه يومياً".
ولفت شبانة إلى أن "النزاع الذي يعصف باليمن أدى إلى تدهور كبير في النظام الصحي، وإعاقة وصول الأشخاص إلى الخدمات الطبية مع تعطل وإغلاق معظم المرافق الصحية".مشيراً إلى أن 35 في المائة فقط من مرافق الصحة الإنجابية تعمل حالياً في البلد. ويمكن للنساء أن يلعبن دورًا هامًا في السيطرة على انتشار الكوليرا إذا استطعن الحفاظ على مستوى معين من النظافة".
ويؤكد أن المستشفيات الحكومية مكتظة بالمرضى، ومن شدة الاكتظاظ قد يستخدم اربعة مرضى سريراً واحداً، فيما يتواجد مرضى في الحدائق والسيارات يحملون حقنهم الوريدية على أيديهم، في حين هناك مرضى أخرين متواجدين في منازلهم دون مساعدة.
وأكد أن هذا هو الوقت المناسب للتدخل والعمل والتخلص من الطرق الاعتيادية في العمل واتخاذ خطوات جريئة لإنقاذ الأرواح، ففي مثل هذا الوضع لا يمكن إضاعة أيام للسير في تطبيق إجراءات تخطيط الاستجابة كون الموت لن ينتظر. وكانت الأمم المتحدةحذرت اليوم في أخر بياناتها من تفشي وباءالكوليرا غير المسبوق في اليمن، ما يهدد حياة مليون و100 ألف من النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية.
وقال لوئ شبانة مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية، في بيان نشره موقع الصندوق على الإنترنت اليوم الأحد:"هؤلاء النساء يحتجن إلى رعاية فورية وخدمات الصحة الإنجابية".
وعبّر عن "قلقه البالغ إزاء الأخبار المؤكدة بشأن انتشار وباء الكوليرا في اليمن، ووجود نحو ألفي حالة اشتباه يومياً".
ولفت شبانة إلى أن "النزاع الذي يعصف باليمن أدى إلى تدهور كبير في النظام الصحي، وإعاقة وصول الأشخاص إلى الخدمات الطبية مع تعطل وإغلاق معظم المرافق الصحية".مشيراً إلى أن 35 في المائة فقط من مرافق الصحة الإنجابية تعمل حالياً في البلد. ويمكن للنساء أن يلعبن دورًا هامًا في السيطرة على انتشار الكوليرا إذا استطعن الحفاظ على مستوى معين من النظافة".