هم النازحون في سبيل البحث عن الحياة، متاعبهم في وجوههم من اثر السفر وخلف كل حالة نزوح قصة طويلة من مغادرة باب المنزل الى وسيلة النقل ولاتخلو الطرقات من قصص العابرين عليها من الجهات الاربع للحديدة.
لهم نظرات تائهة تتلفت للمرة الأخيرة الى المنازل التي غادروها بقلوب فارغة الا من الأمل في الحياة يعدون اطفالهم بين فترة وفترة لكي لا يفقدوا احدهم في الطريق ولأول مرة يعرفون اماكن النزوح الجماعية بعد ان سمعوا عنها في الإعلام.
النداءات التي تعلو بين فترة واخرى لعمل شيء من اجل نازحي الحديدة لم تسفر عن عمل انساني واسع له علاقة بالاسناد الاغاثي والايواء للنازحين الذين فتحت لهم ابواب المدارس دونما تجهيزات ملائمة ليومياتهم.
لا توجد خطة طوارئ تم اعلانها ولا نداء اممي على طريقة النداءات الانسانية العاجلة ولا حديث من الجهات الانسانية المعنية بخصوص ازمة النازحين في الحديدة باستثناء الجهود المجتمعية الطوعية وما تيسر من جهود اغاثية انسانية.
تكلفة النزوح هي الأخرى ليست بالهينة وبحسب متابعين لا يستطيع النازحون تحمل تكاليف النزوح إلى مناطق آمنة في صنعاء بعد ان ارتفع سعر سيارات الأجرة على الفرد الى 20 الف ريال استغلالاً لحاجة الناس وما اكثر الذين لا يجدون تكاليف انقاذ اهاليهم وذويهم في الحديدة.
لا احصائيات شاملة حول عدد النازحين من الحديدة باستثناء الارقام الاولية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى بيان نشرته وكالة فرانس برس التي تقدر عددهم بقرابة 4500 أسرة نزحت من منازلها فى ست مناطق مختلفة من محافظة الحديدة منذ بداية الشهر الحالى، وخسرت عشرات العائلات مصدر زرقها بعد تعرض مزارعهم إلى أضرار جراء المعارك.