أنهى بوريس جونسون اليوم الخميس، أول أيام "جولته" في سلطنة عمان بلقاء السلطان قابوس بن سعيد، وربما يصل الليلة إلى المملكة العربية السعودية واللقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاستكمال مهمة "إحراز تقدم" تجاه التوصل إلى "حل سياسي" للصراع في اليمن.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا، ما سر إعلان المملكة المتحدة تولي خارجيتها مهمة البحث عن حل سياسي للأزمة اليمنية، خاصة بعد تعيين الأمم المتحدة عن تعيين مبعوث جديد إلى اليمن بريطاني الجنسية، خلفاً للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ.
قد يحاول الوزير البريطاني إعادة مجد مملكته في اليمن التي خرج آخر جنودها من جنوب البلاد في 30 نوفمبر 1967 بعد استعمار دام 129 عاماً، ليعلن أفول عهد المملكة التي "لا تغيب عنها الشمس"، وإن من باب "المبعوث الثالث" وربما يكون الجهد البريطاني حالياً "داريا دولت" ثانية للدخول إلى اليمن.
وربما تسعى بريطانيا من خلال جولة وزير خارجيتها، تمهيد الأرضية للمبعوث الاممي الجديد البريطاني الجنسية، مارتن غريفيث الذي سيخلف ولد الشيخ في فبراير المقبل ليكون غريفيث البريطاني الأصل، المبعوث "الثالث" لمهمة البحث عن حل في اليمن، خاصة مع إزاحة الستار عن مفاوضات "سرية" تتباها المملكة المتحدة.
بريطانيا الحليف "الاستراتيجي" للمملكة العربية السعودية، قد تحاول رمي كل ثقلها السياسي في اليمن لإنجاح مهمة مواطنها غريفيث لتمكينه من صناعة "الحل السياسي" وإعلان السلام" في اليمن إيذاناً بإنهاء الصراع الذي خلف اكثر من 10 آلاف قتيل بحسب إحصاءات الأمم المتحدة وأكثر من 3 ملايين نازح.
لكن التاريخ يحكي أن المملكة المتحدة لم تحضر إبان استعمارها لكامل جنوب اليمن سوى بسياسة "فرق تسد" في تعاملها مع "المحميات التسع" واكتفت بـ"كريتر" أو "عدن القديمة"، التي قسمتها إلى "بلوكات" لأغراض أمنية وعسكرية وأسمتها بـ"جوهرة الشرق" فقط لتحسين وجهها، وسخرت المنفذ الدولي "باب المندب" لصالح "التاج" الملكي...فهل يكون لنا في التاريخ عبرة.