ليست الحالة جديدة هذه المرة، ففي كل عام رافقتها تساؤلات مثيرة للجدل بشأن المآلات الماثلة في الواقع بعد ان اختطفت مليشيا الحوثي الدولة وفرضت الحرب.
يؤكد، أكرم الجبوبي، ردا على الواقع الذي أفرزته الأحداث بالقول إن من يقول ان ثورة فبراير جاءت بالحوثي فيجب تذكيره ان المؤسس للحركة الحوثية، حسين الحوثي كان عضوا في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام.
ويضيف "من يزعم ان فبراير داهنت الحوثيين فذكروه ان يحيى بدر الدين الحوثي كان وسيطا بين علي عبدالله صالح وحسين الحوثي أثناء الحرب".
أما يحيى الواق، فيرى ان ثورة 11 فبراير وزعت الفرص العادلة على كل الأطراف الفاعلة وغير الفاعلة في اليمن.
ويقول أن الثورة "منحت الحوثيين فرصة المشاركة السلمية في الثورة كمكون يمني في صناعة المستقبل والمشاركة في السلطة".
كما منحتهم فرصة التمثيل السياسي العادل في مؤتمر الحوار الوطني.
وبحسب تعبيره، فقد منحت الثورة صالح فرصة الخروج الآمن من السلطة. أما اللقاء المشترك، فقد منحتهم فرصة المشاركة في الثورة السلمية وقيادتها والمشاركة بنصف الحكومة.
وبعد ان عدد يحيى الفرص التي منحتها الثوة. أضاف ان الحوثي وصالح انقلبوا على فرصهم التاريخية التي منحتهم ثورة فبراير.
ويؤكد ان الحوثي أكل صالح والآن يأكل نفسه.
ويخلص إلى ان ثورة 11 فبراير أنجزت مهمتها الأساسية وعملت ما عليها بمنح الفرص لكل الأطراف. لكن كل الأطراف محقت ما لديها من الفرص وحطمت السكة امام القطار.
مختار النقيب، يرى انه بعد ثمان سنوات من ثورة فبراير، جاءت أحداث كبيرة وتغيرات في المواقف.
ويقول أنه "ينبغي أن نكون متفهمين ومستوعبين لطبيعة المرحلة وواقعها الحالي". ويؤكد أن ان المعركة واحدة هي إسقاط الإنقلاب واستعادة الجمهورية ومؤسسات الدولة.
معتبرا ان هدف مليشيا الحوثي وحلفاءها وداعميها كان ولايزال هو إحباط وعرقلة تنفيذ أبرز مخرجات ثورة 11 فبراير وهي وثيقة الحوار الوطني.
ويدعو النقيب جميع القوى الجمهورية الرافضة للإنقلاب الإعتراف ببعضها وفق قاعدة نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
في الاتجاه المقابل، يوجه الناشط الحقوقي المقرب من الحوثيين، عبد الرشيد الفقيه انتقادات حادة للثورة.
يقول الفقيه "كانت هناك لوحة كبيرة وسط ساحة التغيير ، مكتوب عليها الشعب يريد إسقاط النظام، فجأة تبدلت اللوحة فأصبحت الشعب يريد إسقاط الرئيس".
مؤكدا انه من هنا جرى الانحراف بالثورة وأهدافها. مشيرا إلى ان الحراك الثوري في بداياته كان نزيها وحقيقيا.
بدوره، يشير الصحفي، محمد سعيد الشرعبي، إلى جدل المعارضين والمؤيدين للثورة، قائلا أنه وسط هذا الصخب يخفت صوت العقل وينعدم الحس النقدي للذات والثورة.
ويؤكد ان الثورة ميعت بالتوافق وان الواقع يثبت الآن أن الحرب مستمرة وليست الثورة مستمرة.