ويتهم أنصار صالح مليشيا الحوثي بإقصاء كوادرهم من الوظائف والاسئثار بسلطة البلاد والايرادات الخاضعة لسيطرتهم، رغم تأسيس مجلس سياسي أعلى وحكومة مشتركة.
وكلما ارتفعت أصوات الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب المعاناة جراء توقف صرف الرواتب وغلاء المعيشة وتجارة السوق السوداء.
جاء جواب المليشيا، جاهزا بسبب ما يعتبرونه العدوان، وان الأولوية والشكوى يجب ان تتركز عليه وليس إلى شيء سواه.
ويتضح ذلك جليا من خلال " اتفاق الضوابط الإعلامية"، الذي نص على أن التصدي لما أسموه بالعدوان يعتبر أولوية، معتبرا التقصير في ذلك خيانة.
كما نص على محاسبة أي تناول إعلامي رسمي أو حزبي أو مستقل أو غيره من شأنه أن يمس تلك الأولوية ويتسبب لها بأي ضرر كان وبأي شكل من الأشكال.
محذرا من تأييده أو لفت الأنظار عن أولوياته والانشغال بقضايا أخرى وإضعاف وحدة الصف الداخلي وإثارة القلق والهلع في أوساط المجتمع.
ولعل الدافع الأبرز لهذا الاتفاق هو الشعور بالخوف من تفاقم الخلاف وتصاعد المعارك الاعلامية إلى مستويات يصعب السيطرة عليها.
واعتبرها ناشطون وثيقة لتكميم الأفواه، معبرين عن تذمرهم منها كونها تنال حتى من مواقفهم في مواقعهم الخاصة في منصات التواصل الاجتماعي.
وكان واضحا ان دائرة الانتهاكات ستضيق إلى هذا الحد لأن طبيعة المليشيا وتكوينها لا يسمح بأي هامش للتعدد.
أما في سجلاتها في حق آخرين مناهضين للإنقلاب بشكل أوضح فهي أكثر من ان تعد أو تحصى.
وخلال النصف الأول من العام الجاري فقط، رصدت منظمة صحفيات بلا قيود 115 انتهاكا، شملت حوادث مقتل 5 صحفيين وإصابة 5 آخرين بجروح.
وأشارت المنظمة في تقرير لها إلى أنه منذ العام 2014 وحتى نهاية يونيو الماضي، بلغ عدد الانتهاكات تجاه الحريات الصحفية 825 انتهاكا، تضمنت فقدان 26 صحفيا لحياتهم.
ولا زال 18 صحفيا مختطفين بينهم 17 في سجون مليشيا الحوثي وصالح، ويتعرضون للتعذيب والتنكيل والحرمان من الطعام والزيارات.
وهناك عشرات الناشطين، قدمتهم المليشيا مؤخرا في محكمة هزلية بصنعاء بعد تعرضهم للتعذيب مما أفقد بعضهم قدرته على الحركة.
لا شك ان اليمن شهدت مذبحة حقيقية للصحافة وستظل ذكراها البشعة تتردد لعقود قادمة، هكذا ينطق الواقع والتقارير المحلية والدولية.
وتشير نقابة الصحفيين اليمنيين إلى ان انهيارا أصاب حرية الرأي في اليمن خلال العامين الماضيين، وان قادة الرأي كانوا هدفا للمليشيا منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014.
تم إغلاق الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية ومكاتب القنوات اليمنية والعربية والدولية.
وأصدرت محكمه تتبع المليشيا حكما بالإعدام على الكاتب الصحفي يحيى الجبيحي في جلسه سرية لمحاكمه دامت عشر دقائق كما تعرض الصحفي الاستقصائي محمد العبسي للاغتيال مسموما.
هل ستطال بعض من هذه الانتهاكات، شخصيات ووسائل تابعة للرئيس السابق؟. هذا ما أرادت الوثيقة تلافيه، وتكميم أفواه أنصارهما التي بدأت تجأر بالشكوى من سوء الحال.