كان يشير إلى أنه يوم غير كل الأيام التي جرت منذ بداية العام 2011م، وبدأت الأخبار تترى ظهيرة يوم الجمعة 18 مارس من ذات العام، بإطلاق النيران على المتظاهرين.
دقائق فقط، وتبينت المجزرة، إذ غطت بقعة الدم مساحة واسعة من شارع الدائري أمام المستشفى الطبي الأيراني، وأظهرت القنوات الفضائية لاحقا مناظر مروعة.
نحو 50 شهيدا، حصدتهم رصاصات النظام وأكثر من مائتين جريح، دفعت المستشفى الميداني لتوجيه نداء استغاثة بسبب عدم قدرته على استقبال المزيد من الجرحى.
شباب الثورة، بدورهم حملوا صالح ونجله الأكبر المسؤولية عن دماء الشهداء ومايرتب له من اعتداءات قادمة، وسط دعوات حقوقية لمجلس الأمن بعقد جلسة طارئة.
وكما هو متوقع، توافد المئات إلى ساحة التغيير وإلى مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا من أجل التبرع بالدم، فيما توالت حملة الاستقالات من دكة نظام صالح.
شعر النظام بالخطورة، وحاصرته الدماء، وبيانات الادانة والاستنكار للمجزرة، فلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
لكنه لم ينج من تبعات المجزرة، وإن ظل طليقا حتى الآن.
حدثت تطورات كثيرة فيما بعد من بينها استمرار صالح ونظامه في ارتكاب المزيد من المجازر، وإن أصبح الآن مخلوعا ومتحالفا مع مليشيا شاركته المجازر، وما هو أكبر من ذلك: الانقلاب على الدولة ومحاولة إيحياء نظام الإمامة البائد.
ويوم أمس، ارتكب التحالف الانقلابي مجزرة جديدة في مأرب.
وجاءت متزامنة مع الذكرى السادسة لمجزرة الكرامة. وربما ان الشيء الأهم الذي أكدته المجزرة الجديدة بأن العدالة لازالت غائبة عن الكرامة، وان القاتل لا زال طليقا، يراكم جرائمه وثاراته مع التاريخ رغم مرور ستة أعوام على المجزرة.