ومنذ اليوم الأول في رمضان يتجمع الشباب في الأحياء السكنية والشوارع الفرعية لنصب شباك كرة الطائرة التي أصبحت ضمن الطقوس الرمضانية بالنسبة لهم.
يقول محمد فتحي إنه اعتاد على ممارسة لعبة كرة الطائرة مع شباب الحي بمدينة تعز بشكل سنوي خلال شهر رمضان من كل عام، حتى أصبحت اللعبة بالنسبة لهم إحدى الطقوس الرمضانية.
ويضيف فتحي في حديثه لموقع قناة بلقيس، أن الهدف من ممارسة اللعبة ليس التنافس لتحقيق لقب معين بقدر ما هي وسيلة لقضاء الوقت خاصة فترة العصر.
وعن مدى التزامهم بتطبيق قوانين كرة الطائرة، يقول فتحي إنهم يطبقون القوانين الأساسية، فيما لا يلتزمون بأمور أخرى تعد مهمة بالنسبة للعبة مثل تخطيط الملعب والذي يكون في العادة أحد الشوارع الفرعية بالحي.
ويؤكد أن الأمر يختلف إذا كان اللعب بأحد الأندية حيث يشترط وجود حكام، إضافة إلى وجود ملاعب خاصة بكرة الطائرة، كما يحرص المنظمون للبطولات على تطبيق جميع قوانين اللعبة دون استثناء.
إقبال شبابي كبير
وتنتشر في معظم الحارات بمدينة تعز شباك كرة الطائرة التي يوفرها الشباب أنفسُهم، إلا أن مكتب الشباب والرياضة هذا العام وزع 100 شبكة وكرة طائرة على أحياء المدينة بدعم من جامعة العطاء، لتتحول الكثير من شوارع تعز إلى ملاعب كرة الطائرة.
وأشاد مدير مكتب الشباب والرياضة في تعز أيمن المخلافي، بالإقبال الكبير لشباب المدينة على ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، وأهمها كرة القدم وكرة الطائرة.
وقال المخلافي إن المكتب وفروع اتحادات الألعاب الرياضية في مدينة تعز نظموا الكثير من البطولات الرياضية المتنوعة بين الأندية الرسمية والفرق الشعبية في ألعاب كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة والشطرنج ومسابقات رياضية وثقافية أخرى.
جهد أقل
وتبرز ممارسة لعبة كرة الطائرة في شوارع المدن اليمنية الرئيسية خلال شهر رمضان بشكل أكبر لأن اللعبة لا تتطلب جهداً بدنياً يؤثر على شعور اللاعبين بالجوع أو العطش.
يقول أسامة الآنسي إنه يلعب كرة الطائرة في حارته بصنعاء خلال شهر رمضان بشكل يومي على عكس كرة القد، التي يلعبها بمعدل مرتين فقط في الأسبوع على الرغم من أنها لعبته المفضلة، لأن كرة الطائرة لا تتطلب منه جهداً كبيراً مثل كرة القدم.
ويوضح الآنسي لموقع قناة بلقيس، أنه يجتمع مع شباب الحارة يومياً لتشكيل أربع إلى خمس فرق، تتنافس من أجل الفوز دون وجود تنظيم مسبق للبطولة أو جائزة للفريق الفائز.
وعلى الرغم من ممارسة الكثير من الشباب للعبة كرة الطائرة في الأحياء السكنية خلال شهر رمضان بهدف التسلية والقضاء على الوقت، إلا أن تنظيم بطولات رمضانية لهذه اللعبة لا يبرز بنفس القدر في دوريات كرة القدم.
تراجع مستوى اللاعبين
وتنتشر دوريات كرة القدم بشكل كبير خلال شهر رمضان، كما تجد هذه الدوريات تفاعلاً من قبل الشركات والمؤسسات التجارية التي تدعم إقامة الأنشطة الرياضية الرمضانية.
يقول لاعب كرة الطائرة محمد العامري، إن تنظيم بطولة في كرة الطائرة يكون أصعب من تنظيم بطولة في كرة القدم، ويعود ذلك لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود الدعم اللازم لإقامة البطولة، إضافة إلى أن الشباب أنفسهم لا يشاركون في هذه البطولات بعكس كرة القدم.
ويضيف العامري في حديثه لموقع قناة بلقيس، أن استمرار توقف الدوري الرسمي تسبب بتراجع مستوى الكثير من اللاعبين اليمنيين، مطالباً وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني للكرة الطائرة ببذل الجهود اللازمة لإنقاذ اللعبة.
وكانت وزارة الشباب والرياضة قد نظمت خلال العام الماضي بطولة المحبة والسلام للكرة الطائرة في عدن بمشاركة أبطال المحافظات اليمنية المحررة، وشهدت البطولة تفاعلاً كبيراً من قبل الرياضيين اليمنيين والجماهير على حد سواء.