مديرية الغيل بالجوف.. مأساة الحرب ودمار يتمدد إلى المجهول

  • معد التقرير: علي الجرادي- الجوف
  • 15,أبريل 2017
على أطلال بيته العتيق ، وماتبقى من طينه الواقف عبثا في قلب الخراب؛ يتحسس العم محمد في جراح الجدران؛ ذكريات عمره الطويل وتفاصيل حياة كانت، فصارت اليوم في حكم التوقف.
بيد أن الأمر لايعدو عن كونه استعادة هوى الايام، وإن على هيئة ذكرى، بعد أن اضرمت المليشيا النار  ، فكان النزوح هربا من الموت هو الخلاص الوحيد لساكنيها.

انها التغريبة بملامحها القاسية وصور اجتثاث الأرض والإنسان.
هنا في الغيل أكبر مديريات محافظة الجوف،  تتضح مأساة الحرب أكثر،  بعد أن تسببت بمجازرها ودمارها، في تهجير مانسبته خمسة عشر ألف نسمه من إجمالي عدد السكان تقريبا .  
لم تتوقف عجلة التدمير التي تنتهجها المليشيا في الجوف حتى اليوم ، فقرى وبلدات عدّة، ما زالت تترقّب مصيراً يشبه مصير تلك التي سبقتها في الدمار.
فيما تكتفي حكومة الشرعية وقوات جيشها الوطني  بمهمة حماية ماتبقى من خراب مدينة كانت هنا في الغيل  قبل أن تهشم الحرب ملامحها.
يتمدّد الدمار في مدينة الغيل إلى المجهول، لتبقى مشاهد الخراب هذه شاهدة على تهجير جماعي وغربة مصير في زمن الاندثار السحيق، فيما يصارع النازحون لمعرفة مصيرهم ، ولا يجد العائدون إلى المدن المحرّرة من المليشيا ممن دمُرت منازلهم، بديلاً للسكنِ. وهذا ما يجعل رحلة النزوح القاسية، تمتد إلى أجل غير مسمّى.