انها التغريبة بملامحها القاسية وصور اجتثاث الأرض والإنسان.
هنا في الغيل أكبر مديريات محافظة الجوف، تتضح مأساة الحرب أكثر، بعد أن تسببت بمجازرها ودمارها، في تهجير مانسبته خمسة عشر ألف نسمه من إجمالي عدد السكان تقريبا .
لم تتوقف عجلة التدمير التي تنتهجها المليشيا في الجوف حتى اليوم ، فقرى وبلدات عدّة، ما زالت تترقّب مصيراً يشبه مصير تلك التي سبقتها في الدمار.
فيما تكتفي حكومة الشرعية وقوات جيشها الوطني بمهمة حماية ماتبقى من خراب مدينة كانت هنا في الغيل قبل أن تهشم الحرب ملامحها.
يتمدّد الدمار في مدينة الغيل إلى المجهول، لتبقى مشاهد الخراب هذه شاهدة على تهجير جماعي وغربة مصير في زمن الاندثار السحيق، فيما يصارع النازحون لمعرفة مصيرهم ، ولا يجد العائدون إلى المدن المحرّرة من المليشيا ممن دمُرت منازلهم، بديلاً للسكنِ. وهذا ما يجعل رحلة النزوح القاسية، تمتد إلى أجل غير مسمّى.