يتموضع الحزب في قلب المعادلة السياسية اليمنية، إلا أن أحزابا سياسية صغيرة وهامشية تلعب دورا سياسيا أكبر من حجمها، بينما حزب كبير كالإصلاح يعيش حالة من الترهل والتيه وعدم التمكن من التعاطي مع المتغيرات السياسية المتسارعة من حوله بفعل سياسي براغماتي خالص وموازي!
جاءت الثورة الشبابية السلمية 11 فبراير كفعل شعبي عفوي نقي أكثر من كونها عملا سياسيا منظما.. وعلى غرار رواد الثورة من مختلف المشارب، هتف شباب الإصلاح في ساحات الحرية والتغيير للحداثة والمدنية والديمقراطية والمساواة والحرية والكرامة ورحيل نظام علي عبدالله صالح الفاشل ..وكانوا يدركون جيدا أن الحالة المزرية التي وصلت إليها البلاد ليست سوى نتيجة طبيعية لعجز وفشل النخب والتنظيمات السياسية اليمنية جميعها.
يومها عبر شباب الإصلاح كغيرهم من شباب الثورة عن عدم قبولهم باستمرار النظام السياسي الحاكم في سدة السلطة، وأظهروا أيضا تبرمهم الواضح والصريح وعدم رضاهم عن استئثار القيادة الآسنة المتخمة والفاشلة أيضا بمواقعها القيادية داخل الاصلاح وشل دور المؤسسة الحزبية إذ لم يشهد الحزب تغييرا ديمقراطيا حقيقيا منذ تأسيسه سوى من غيبهم الموت!!!، الى جانب حالة السأم والاحباط الناتج عن فشل وضعف الأداء السياسي الذي لم يرتقِ يوما إلى مستوى الفعل المعول عليه في إخراج الوطن من عثرته، والحيلولة دون المصير المأساوي الذي آل إليه اليوم.