وحدها بلقيس كانت الإنسانية هي منهجها الإعلامي، ومهنيتها هي من جعلت أغلب الشرائح الاجتماعية في اليمن تثق بها. تخندقت وراء الإنسان اليمني، كان هو وحده من تعمل لأجله، الإنسان الذي نسيته كل وسائل الإعلام، ونسيه المقاتلون من الطرفين، تذكرته بلقيس وظلت تشتغل من أجله، وتوصل صوته وترفع يده الجريحة وتضمد جراحه.
ما أن يحدث قصف جوي لأهداف مدنية كعرس سنبان أو مستشفى حجه أو ضحايا القناصات في تعز إلا ووجدنا القناة تصرخ بأن الإنسان اليمني موجوع هنا.
هي القناة الوحيدة التي غطت أخبار وأوجاع الإنسان اليمني في كل شبر في اليمن، وحتى خارج اليمن.
هي القناة الوحيدة التي كانت مع الطلاب الموفدين يومياً في اعتصاماتهم في السفارات مطالبين بحقوقهم وتأخر المنح في الوقت الذي غضت بقية القنوات الطرف عن أوجاع الطلاب اليمنيين
القناة الوحيدة التي غطت أخبار وأوجاع الإنسان اليمني في كل شبر في اليمن، وحتى خارج اليمن
وفي الوقت الذي تخندقت كل قناة يمنية مع طرف واحد، يلمعون صورة طرفهم ويمسخون صورة أعدائهم، كانت هي القناة الوحيدة التي صرخت في وجه التحالف وفي وجه الحوثيين معا. ومسحت الغبار والدماء من على وجه الإنسان اليمني البسيط.
الحديث عن المهنية الإعلامية أمر صعب، ويكون أصعب في زمن الحروب. لكن بلقيس بذلت قصارى جهدها، واتخذت من المهنية والإنسانية منهجيتها في التعامل والتعاطي مع الحرب، اتخذت الإنسان هدفها، وفتحت مواضيع وجراح الإنسان اليمني التي يتهرب منها أغلب المسئولين في الطرفين.
لم تهتم بلقيس بآراء السياسيين من الطرفين، اهتمت فقط بالإنسان اليمني، الإنسان البسيط الموجوع من الحرب. وهو راض تماما عن بلقيس.
أيها البلقيسيون، استمروا في إنسانيتكم،
استمروا في نقل صورة الإنسان من تحت الأنقاض،
استمروا في إيصال رسالة البسطاء، رسالة الضحايا في كل مكان من اليمن.