معركة الموصل كانت معركة تاريخية. وهي انموذج لمعارك ما بعد الحرب العالمية الثانية. الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية للمدينة قبل وبعد المعركة مذهلة.
في الموصل كان الدور الأبرز هو للشيولات والدرونز. كميات ألغام هائلة وخنادق في كل مكان.
وكما فعلت داعش مع سكان الموصل حين اتخذتهم رهائن ودروع بشرية تفعل جماعة الحوثي.
هناك خرائط متحركة نشرتها صحيفة اللوموند حول عملية الموصل وتشير الى السيطرة على الموصل من قبل التحالف الدولي حيّا حيّا او حارة حارة.
بعد معركة الموصل تغيرت الخارطة السكانية وما تزال مسألة اعادة الإعمار غامضة.
طبعا نحن نتحدث عن تنظيم ارهابي لا يهتم بحياة الناس في العراق وسوريا ويدعي محاربة أمريكا وإسرائيل ونصرة الاسلام. وهو بهذا لا يختلف إطلاقا عن الحوثية التي لا تهتم بحياة الناس وتتدعي انها تحارب اسرائيل وأمريكا بل وتنصر القدس.
الفارق الجوهري هو ان تنظيم داعش تنظيم ارهابي مداني دوليا ولا احدا يستطيع الدفاع عنه. وقد اشتغلت الصحافة الدولية والمنظمات على إبراز جرائمه بل تسابقت على ذلك، عكس ما تفعل مع الحوثيين.
الحديدة مدينة بمناخ صعب جدا. وحفر الخنادق يعني حبس من تبقى من السكان رهائن وحرمانهم من الماء والكهرباء والتزود بالمواد الاساسية. يمكن لألف معتوه حوثي خنق مئات الآلاف من المواطنين بلا أدنى تأنيب او احساس بالمسؤولية.
ويمكن ايضا ان يمر هذا الامر دون اي تجريم او ادانه او فضح.
اذا كان هناك رأفة في قلوب البعض على الناس في الحديدة او صدق انساني فعليهم دعوة الحوثي الى مغادرة المدينة في معركة محسومة عسكريا وذات كلفة إنسانية باهظة اذا قرر استمرار المعارك.