فهل يدرك معين رئيس الوزراء الشاب، بأنه يدير حكومة مكونة من صف كبير من المسئوليين لم يتحقق من قبلهم أي نجاح في مجال استقرار سعر صرف الريال اليمني مقابل سلة العملات الخارجية ومثلها أسعار السلع. فكيف سيحقق بهم الاستقرار وهم أنفسهم من اثبتوا فشلاً ذريعاً ومتوالياً في هذا المجال..
ولذلك ذهاب معين لتطميين اليمنيين بأنه سيعمل على استقرار سعر صرف الريال اليمني، قبل الشروع بأي خطوة وفي هكذا سرعة، يعد ضرب من الخيال، إذ ما هي الأدوات والسياسات التي قدم بها لتحقيق ذلك.؟..
ألم يكن الأجدر بمعين إن كان قدِم إلى منصب رئاسة الوزراء بناءاً على برنامج تقدم به، ألم يكن الأجدر به الافصاح على البرنامج، مع أنه مستبعد أن يكون له برنامج يقف خلف تعيينه رئيساً للوزراء، إذ تعيينه كان دون ترتيب مسبق بل جاء كنتيجة لحدث آني، ولذلك من المؤكد عدم وجود برنامج سيقف عليه معين لشغل منصب رئاسة الوزراء، بل سيتحتم عليه العمل وفقاً للعشوائية التي كانت تسيير الحكومة التي صار يقف على قمة هرمها، وهي نفسها الحكومة الغالب عليها طابع الاحباط والفشل والتملص من المسئولية وأحياناً المسئولة وفي وصف أدق صانعة كثير مشاكل وأزمات ضماناً لبقاءها واستغلال الوضع لجني الأموال..
أيضاً الحكومة التي يقف على قمة هرمها معين، تحوي في طياتها شبكات لوبي فساد معقدة ومسيطرة على مفاصل وديناميكية العمل الحكومي بما يخولها من تنفيذ مخططاتها بمرونة وإزاحة كل من يحاول الاعتراض على سياستها المحكومة بتحقيق مصالح ذاتية، علاوة على توجهها الذي تجمع فيه على إفشال كل من يحاول المساس بمصالحها.
ذهاب معين لتطميين اليمنيين بأنه سيعمل على استقرار سعر صرف الريال اليمني، قبل الشروع بأي خطوة وفي هكذا سرعة، يعد ضرب من الخيال، إذ ما هي الأدوات والسياسات التي قدم بها لتحقيق ذلك.؟
التغلغل العميق والمتسلسل لهوامير الفساد في هيكل الحكومة ليس بالسهل السيطرة عليه خاصة وأن المال والاعلام في قبضة هذا السرطان، وهو ما يستوجب على رئيس الوزراء الشاب معيين أن يدركه جيداً وألا يعتقد أنه سيكون قادر على أداء مهامه وفق ما يجب ويريد، وهو ما يتطلب منه عدم الانسياق وراء أطروحات ومقترحات الحاشية التي ستلتف حوله سريعاً مبدية الاعجاب به وبقدراته وايهامه بأنه الرجل الذي لا يتكرر لجره نحو الهاوية ومن ثم جعله أمام معادلة إما أن يخضع لابتزاز هذه الحاشية أو البروز كتكرار للفشل المتوالي.
وما تصريح معين حول استقرار الريال الذي بدأ به ظهوره كرئيس للوزراء ما هو إلا طعم رماه له من يرغبون في جعله ألعوبة بيدهم أو الظهور فاشلاً، كونهم يدركون أن صناعة استقرار الريال ليس من مهام رئيس الوزراء بل منظومة مختصة من وزراء وطابور كبير من المسئوليين هم المعنيين بذلك وليس رئيس الوزراء المحدد مهامه وفقاً للقانون.
أخيرا وقبل أن ينزلق رئيس الوزراء الشاب معين عبدالملك قبل أن ينزلق في شرك أخر، عليه أن يختار إما أن يكون مَعين يمنح حياة للبسطاء أو مُعين لسرطان الفساد وأباطرة صناعة الفشل.