تلك هي حكاية قناة بلقيس الفضائية، التي انطلقت في مرحلة مفصلية من التأريخ اليمني، وفي ظل فوضى تعصف بالإعلام المحلي، بعد الاستهداف الممنهج لمليشيا الحوثي والمخلوع على وسائل الاعلام، عقب سقوط العاصمة صنعاء بيدهما في الـ21 من سبتمبر 2014م.
جاءت بلقيس لتواكب هذه اللحظات التاريخية، بأسلوب جديد، يرتقي بوعي المشاهد اليمني، ويقدم اليمن بصورتها الواضحة للمشاهد الخارجي، من مختلف الزوايا، ومن كل ربوع اليمن.
ورغم حداثة ظهورها فقد استطاعت القناة خلال فترة وجيزة من تربع المرتبة الأولى في الاعلام اليمني الفضائي، فكسبت ثقة المشاهد، ولفتت انتباه الجمهور، وباتت محط اهتمام المتابعين، ونخبة المجتمع على حد سواء، ولن أبالغ إذا قلتُ إن بلقيس تعد الوجهة المفضلة لدى كثير من الإعلاميين الراغبين بالعمل التلفزيوني.
ولم يكن لها أن تحقق ذلك لولا الجهد الكبير الذي يبذله طاقمها، والأفق الواسع الذي تمتاز به إدارتها، وخبرتها الطويلة في المجال الإعلامي، إضافة للهدف الواضح الذي تسير عليه القناة، والخط العريض الذي اختارته لنفسها، منذ الثانية الأولى لانطلاقها.
جاءت بلقيس لتواكب هذه اللحظات التاريخية، بأسلوب جديد، يرتقي بوعي المشاهد اليمني، ويقدم اليمن بصورتها الواضحة للمشاهد الخارجي، من مختلف الزوايا، ومن كل ربوع اليمن.
استطاعت القناة أن تستقطب الكوادر الإعلامية (ذكور وإناث) من مختلف التوجهات السياسية، ومن كل الأرض اليمنية، وشكل الجميع طاقما مميزا، كانت نتيجته المخرجات التي أطلت بها الشاشة ومازالت بمختلف البرامج المتنوعة، وساعات البث المستمرة.
لم تقدم بلقيس الخبر المجرد، ولا التقرير المعد فوق الطاولات، ولم تكتفي بسرد الأحداث العابرة، بل قدمت اداءً جديدا بالنسبة لتجارب الاعلام المحلي الفضائي، فنقلت الصورة من وسط الحدث، وناقشت الحدث من مختلف الزوايا، وواكبت التطورات على مدار الساعة، لتقدم للجمهور خلاصة وافية من التغطية المتواصلة لما يجري في الريف والحضر على حد سواء.
فبلقيس اليوم ليست محط اهتمام المواطن العادي، بل هي الشاشة الأولى للنخبة اليمنية، والمتابع الخارجي المهتم بالشأن اليمني، وكل ذلك يعود إلى تحررها من قيود الانتماء السياسي، وتمردها على المألوف المعتاد في الاعلام المحلي، وكسرها لجمود الأداء، ورتابة العمل التي أصابت نظرائها من القنوات اليمنية.
لقد مثلت قناة بلقيس نموذجا رائعا، وأثبت العاملين بها، والقائمين عليها، أن الاعلام اليمني قادر على المنافسة، وتقديم الإيجابي والمميز، وتستحق القناة اليوم بجدارة أن تكون مدرسة إعلامية مميزة وفريدة، وقادرة على النجاح، وتجاوز الصعاب، والانطلاق نحو المستقبل بثقة وحيوية وثبات.
مبارك لكل الزملاء في بلقيس عامهم الثاني، ونتمنى لهم مزيدا من التألق والنجاح، كي تبقى قناة كل اليمنيين.