الحقيقة أن التلويح بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية خطوة أولى لليمين المتطرف بزعامة ترمب ودعم حكام الإمارات وجنرالات الانقلابات العربية، و من غير المستبعد أن تتلوها خطوات لتصنيف منظمات وناشطين سياسيين وحكومات إسلامية مناهضة لسياسات هذا التيار الغربي، وقد يطال تصنيف الإرهاب حتى المملكة العربية السعودية نفسها التي تسير حاليا في فلك هذا التيار بقصد أو دون قصد، طمعاً في الهروب من عصا قانون "ماغنتيسكي" الغليظة، القانون الذي يحظى بدعم المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين على حدٍ سواء.
قادة اليمين الغربي المتطرف يعلنون بوضوح في مناسبات لا تحصى أن الإسلام هو الإرهاب، وفي غضون السنوات القليلة الماضية برز مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، على لسان قادة العديد من الدول الغربية.
بالمناسبة، يوجد أيضا مسؤولون حكوميون وكتاب عرب، بل و يمنيون، يتمتعون بقدر كبير من الوقاحة في التعبير عن قناعاتهم المتطابقة مع اليمين المتطرف بأن الإسلام نفسه دين الإرهاب.
فزاعة الإرهاب بالنسبة لليمين الغربي المتطرف وعبيدهم في المنطقة العربية، لا تعدو عن كونها سلاحا لتثبيت الديكتاتوريات القمعية في العالم العربي والإسلامي، منعاً للتحول الديمقراطي، الذي لاحت بشائره مع انطلاق ثورات الربيع العربي، وصعود نجم الإسلاميين وانخراط حركات سلفية في العمل الديمقراطي والحزبي، أضفت زخما جديدا لما يعرف بتيار الإسلام السياسي.
فزاعة الإرهاب بالنسبة لليمين الغربي المتطرف وعبيدهم في المنطقة العربية، لا تعدو عن كونها سلاحا لتثبيت الديكتاتوريات القمعية في العالم العربي والإسلامي، منعاً للتحول الديمقراطي، الذي لاحت بشائره مع انطلاق ثورات الربيع العربي
البعد الحضاري حاضر بقوة في المشهد الدولي، ويتجلى بشكل واضح في حالة الردة الغربية السافرة والمعلنة عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي، عندما يتعلق الأمر بالشعوب العربية والإسلامية.
الحرب الأمريكية الباردة وغير الباردة على أشدها ضد تركيا باعتبارها النموذج البارز لمشروع النهوض الإسلامي (العلماني)، والأكثر نزعة نحو الاستقلال من الهيمنة الغربية، هذه الحرب تمثل محور الارتكاز في اهتمامات اليمين الغربي المتطرف كما تكشفه خطاباته، (وما تخفي صدورهم أكبر)، بدءا بالموقف من المحاولة الانقلابية الفاشلة (١٥ تموز ٢٠١٦)، مرورا بالعديد من محطات الاستهداف لمكامن القوة التركية ووصولا إلى التلويح بالعقوبات في حال مضت حكومة العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب اردوغان في التمسك بحقها في تعزيز قدراتها العسكرية باقتناء s400، ثم إثارة مزاعم إبادة الأرمن، ودعم الانقلاب العسكري الفاشل في ليبيا والانقلاب العسكري لاحتواء الثورة السلمية في السودان.
اللافت أنه لا يزال حتى بعض المحسوبين على التيارات الإسلامية يسيرون، بدافع الحقد والغباء، في ركاب الحملة الصليبية التي أعلنها الرئيس الأمريكي الجمهوري المتطرف جورج بوش قبل سنوات، ويمارسها ترامب على الواقع وفي خطاباته.