بطائق للشراء بقيمة محدودة، تارة توصف بالذكية و تارة بالإلكترونية لاتقبل إلا من تجار تابعين للمليشيا الحوثية لبيع أردأ أنواع البضائع وبأغلى الأسعار ليستمروا في الإثراء ليس فقط من دماء اليمنيين بل ومن قيح قلوبهم.
حتى الشيطان لم يخطر بباله هذا المستوى من الإذلال و الإجرام واللصوصية الذي تمارسه المليشا الحوثية على الشعب اليمني في مناطق سيطرتها، لقد تجاوزوا كثيراً حتى أسوأ موروثات دولة أسلافهم الإئمة الزيدية البائدة حيث كان الناس يعملون لأشهر مقابل وجبة واحدة في اليوم فيما عرف بنظام "السخرة" الذي وثقه الضمير اليماني في مرويات و أغاني شعبية تصف قبحه، وفي زمن سيطرة المليشيا الحوثية عليك أن تعمل مقابل البقاء حياً في السجن الكبير بمناطق سيطرتها وتدبر فوق ذلك إتاوات لها بين الحين و الآخر ، علاوة على تدبير قوت يومك و أطفالك .
منذ مابعد الإنقلاب و أنا أحد المنادين بالعصيان المدني الذي لو نفذه اليمنيون في مناطق سيطرة المليشيا منذ البداية لأرغموها على الكثير، إنما لا رحم الله الذل والخوف على وهم الدرجة الوظيفية وإحلال عناصر المليشيا ، هذا الوهم الذي كبلوا به الموظفين و جعلوه سيفاً مسلطاً على رقابهم المطوقة بالرعب حتى صار حقيقة واقعة.
هاهي جموع الموظفين المدنيين ومنذ ثلاث سنوات بلا رواتب وتعمل بالسخرة وبما هو أقل من السخرة دون أدنى إعتراض، ومع ذلك لم تنج من عمليات الإحلال التي نفذتها المليشيا بكامل الأريحية ليس فقط في الوظيفة العامة بل و في القطاع الخاص عبر فرض موظفين من قبلها بالقوة يعملون على إحصاء مداخيل هذا القطاع و على إنشاء مشاريع مماثلة عقب تدمير مابقي منه، وصولاً إلى فروع المنظمات الدولية التي يشترطون عليها توظيف عناصرهم فيها.
ولازالت عملية إحلال أتباع المليشا من السلاليين جارية وستستمر ودون أي ضغوط أو كلفة عليها لا من المجتمع و لا الحكومة الشرعية و لا المؤسسات الدولية.
وبطبيعة الحال وحدهم عناصر المليشيا الحوثية من السلاليين من يستلمون رواتبهم وأكثر بانتظام عبر نظام مالي و إداري مواز للنظام المالي و الإداري العام ، أي أن المليشيا عملياً أنشأت جهاز خدمة مدنية خاص بها، يخدم أتباعها و غير معني بسواهم كما رشحت بذلك كثير من المعلومات عبر مطلعين.
بل أن المليشيا الحوثية لم يرقها مبادرات بعض المنظمات الدولية لصرف مساعدات بسيطة للعاملين في قطاعي الصحة و التعليم، سال لعابها ولم تعدم الحيلة للسطو عليها، حيث تم إلزام تلك المنظمات الأممية بتوريد تلك المساعدات للبنك المركزي الذي تسيطر عليه الميلشيا بصنعاء !
بوعد أن تقوم المليشيا تاليا بتوزيعها للموظفين وبالفعل تم التوريد منذ مايقرب العام غير أن موظفي الصحة و التعليم لم يصلهم شئ سوى وعود المليشيا ووعيدها لكل معترض.
لم يعترض أحد بشكل جدي بما في ذلك هذه المنظمات ذاتها التي رضخت للأمر -رغم تعدد الفضائح ووصولها للصحافة العالمية -وقبلت أن تكون أحد مصادر تمويل المليشيا الحوثية وحروبها على اليمنيين.
عمل موظفي الدولة - ولا يزالون - طيلة الأربع سنوات في وظائفهم بمختلف القطاعات مجاناً لتثبيت دولة الكيان الحوثي ، وتحمل كبر إثم هذا الترويض للمجتمع أتباع المخلوع و دولته العميقة من منسوبي المؤتمر الشعبي العام وبتوجيهات متلفزة للمخلوع الهالك لازالت متوفرة بضغطة زر ، ثم بعد أن وقع الجميع فريسة للنهم المليشياوي الحوثي الهاشمي كان وقت الإعتراض و القدرة عليه قد فات و أصبح حلماً بعيد المنال كالراتب تماما.
لم يسبق منذ بدء التاريخ في أي مكان أو زمان أن حدث مثل هذا الإستعباد لشعب بأكمله كما حدث للشعب اليمني في ظل إنقلاب و سيطرة المليشيا الهاشمية الحوثية، وجاء أداء الحكومة الشرعية الرخو والعاجز و خذلان مايسمى بالتحالف العربي ( السعودية و الإماراتي) بل وتواطئه بإذلال اليمنيين في الداخل و الخارج ليكمل الناقص ويسد كل خيارات الفعل أمام اليمنيين ليقنعوا من الراتب بالسلامة ولم يجدوها.