ما تستهدفه السعودية والإمارات في اليمن هو أكثر عبثية مما يبدو في الظاهر، إنها الرغبة الشيطانية في عدم الاكتفاء بإعدام حاضر الأمة اليمنية، والعمل بكل الطرق الجهنمية على تقويض مستقبلها، وتركنا في العراء والفوضى الشاملة، ما لم نحفر عميقا لاقتلاع جذور هذا الصلف وهذه الهمجية، ونعمل على إعادة بناء الجسور فيما بيننا، ومعالجة صدمة الغدر والخيانة وفورة المشاعر السلبية، ونكشف عن مكامن الخلل والعدمية.
لن يكون هناك أمل في التعافي من هول هذه الكارثة التي أدخلنا السعوديون وحلفائهم في نفقها المظلم، إلا من خلال تشكيل قوة وطنية مستقلة، تنطلق من شعور عميق بالمسؤولية تجاه الوطن، وتحمل على عاتقها مسؤولية الدفاع عن قضية شعبنا في المحافل الدولية وفي الميدان وعلى كافة التراب اليمني.
سوف يسكن هذا الجرح الدامي فاغر فاه طويلا في نفوسنا ولن يلأمه إلا الانتصار لكرامتنا وسيادتنا واستقلالنا، ودماء شهدائها، والانطلاق نحو تطبيع العلاقات الاجتماعية، وتطبيق العدالة، وتعبيد طريق الدولة المدنية، وطريق الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية وحكم القانون.