يأتي التصعيد مسنودا بحملة شعبية واسعة جسدتها الوقفات الاحتجاجية في مختلف دول العالم وحشودا هائلة في منصات التواصل الاجتماعي للمطالبة بطرد الامارات ومحاكمتها.
غدر الإمارات ليس وليد القصف المروع الذي استهدف قوات الجيش الوطني على تخوم عدن وأبين وهي تحاول استعادة المناطق التي سقطت غيلة وغدرا في قبضة مليشيا المجلس الانتقالي.
هي جرائم ممنهجة وممتدة منذ منتصف العام 2015م بمشاركة وتواطؤ السعودية قائدة التحالف، وقد أدت إلى نزيف الحكومة اليمنية وتآكل شرعيتها.
ندرك جيدا أن السعودية تقف حائلا دون خروج العلاقة إلى مرحلة القطيعة التامة بين الحكومة والإمارات.
ما بين الأخيرة والسعودية علاقة تبادل أدوار وتنافس أجندة واضحة تسببت بكل هذا التمزيق والتفتيت في جغرافيا البلد.
من الصعب جدا التعامل مع جرائم الإمارات بمعزل عن سياسة الرياض، مهما حاولت الشرعية إدعاء عكس ذلك.
حين رهنت الرئاسة والحكومة إقامتها في الرياض، أضحت أسيرة قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولن ترى النور أو التحرير المزعوم.
قبل أيام، أعلنتها الإمارات بكل صفاقة عندما ردت على مطالب طردها من اليمن بأن شرعية تواجدها مستمدة من التحالف الذي تقوده السعودية.
وبالتالي، لم يتبق لتيار الشرعية المقيم في الرياض أية خيارات آخرى لبيع الأوهام واصطناع خلافات مزعومة بححة عدم رضى السعودية على السياسات المدمرة في اليمن.
حيال هذه الصفاقة، لم تقدم السعودية للشرعية اليمنية سوى بيانات متناقضة، وضغوط لدفعها للتحاور مع المتمردين وذلك لتطبيع أمر واقع.
ليس ثمة مجال للمناورة على هامش التباينات الزائفة بين تحالف الغدر، فالواقع مرير جدا والضربات على جسد الشرعية لم يتوقف منذ سنوات.
لم يتبق لتيار الشرعية المقيم في الرياض أية خيارات آخرى لبيع الأوهام واصطناع خلافات مزعومة بححة عدم رضى السعودية على السياسات المدمرة في اليمن
بالتأكيد يقف الحوثي في الجانب الآخر مأخوذا بالنشوة والشماتة إزاء ما يجري في صفوف من يعدهم بمرتزقة العدوان.
هذه ليست المعركة التي أراها اليمنيون مع الانقلاب الأول والمسؤول الرئيسي عن بذرة الخراب التي طغت على المشهد.
لا زالت المقاومة الشعبية فاعلة في الميدان رغم كل الخذلان وسياسات المكر والخديعة.
بيد أن أكثر ما أصاب اليمنيون هو الملل.. الممل من ترديد النصائح للسعودية بشأن المحافظة على أمنها القومي من الحوثيين.
بعد مضي خمس سنوات من حرب التحالف بتنا مثار سخرية ونحن نسمع البعض يردد مثل هذه النصائح.
ضمن تعقيدات الملف اليمني، ندرك ان الشرعية الموجودة في الرياض منقسمة الآن، وهناك فريق يمارس التقية السياسية إذ يدرك تواطؤ السعودية، لكنه يراها أقل غدرا من الإمارات لاعتبارات كثيرة من بينها أن الأخيرة قد قطعت شوطا كبيرا في تعميق نفوذ الخراب داخل الأراضي اليمنية بعد تدريب وإنشاء أذرع عسكرية في المحافظات الجنوبية والمواقع الحيوية قوامها نحو تسعين ألف جندي إلى جانب الواجهة السياسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي.
تبنت أبوظبي أيضا سياسة عدائية سافرة ضد اليمنيين وتجاوزت كل الخطوط الحمراء بدعم الانقلاب وقصف قوات الجيش الوطني على تخوم عدن وأبين وتلفيق تهمة الارهاب له.
السعودية لم تفعل ذلك حتى الآن. لكنها الشريك الرئيسي للإمارات وقائدة التحالف الذي تشكل في 26 مارس 2015، وتمثل غطاءا جويا للجرائم الممتدة منذ تلك الفترة.
ماهو الحل إذا؟. الحل هو أن تحرروا أنفسكم من ربقة بن سلمان في الرياض وتنظموا إلى جموع اليمنيين التواقين للخلاص من هذا العبث والتدمير لحاضرهم ومستقبلهم.