هكذا تستنتج السلطات البريطانية بينما يعود المزيد من مقاتلي "داعش" إلى المملكة المتحدة بعد استئصال شأفة الخلافة في الرقة. لا حاجة إلى ملاحقتهم قضائياً جميعاً، أو حتى منعهم من دخول البلد. إنهم مجرد أولاد؛ أولاد فحسب.
يقول ماكس هيل كيو. سي. الذي يعمل كمراجع مستقل لقوانين الإرهاب في المملكة المتحدة: "يقال لنا إن لدينا عدداً يعتد به من الذين عادوا فعلاً إلى داخل البلد من الذين كانوا قد ذهبوا سابقاً إلى العراق وسورية. ويعني هذا أن السلطات نظرت إليهم ودرست أمرهم بجدية وقررت أن ما فعلوه لا يبرر ملاحقتهم قضائياً وأن علينا أن نتطلع حقاً إلى إعادة إدماجهم والابتعاد عن أي فكرة تقول إننا سوف نخسر جيلاً بسبب هذا السفر". والنظرية هي أن أولاد "داعش" هؤلاء كانوا ذاهبين إلى سورية فقط لكي يَقتلوا ويموتوا "انطلاقاً من نوع من السذاجة، ربما مع بعض غسيل الدماغ على الطريق".
الأولاد المساكين. آمل أنهم لم يرتعبوا من النظرات القاسية في طريق عودتهم إلى "بلايتي"، كما كان العائدون من الحرب العالمية الأولى يُسمون بريطانيا
ليست المملكة المتحدة وحيدة في نهجها غريب الأطوار تجاه مقاتي "داعش" العائدين. فقد صنعت السويد عناوين الأخبار هذا الصيف بتقديمها منحاً للإسكان أو رخص سياقة مجانية من أجل تشجيع إعادة إدماج مقاتلي "داعش" العائدين في المجتمع السويدي
.
يفكر جزء مني: ما الضرر في إضافة بضع مئات أخرى؟ ففي الأساس، يشير مسؤولو الأمن البريطانيون بشكل روتيني إلى أن هناك 23.000 جهادي يعيشون في البلد. أو 25.000 متطرف إسلامي يشكلون تهديداً. أو "35.000 من المتعصبين الإسلاميين". وبذلك، فإن إضافة بضع مئات من المحاربين العائدين من المعارك حول محافظة إدلب، لا يمكن أن يتسبب بأي ضرر، أليس كذلك؟ تقنياً، تستطيع فقط تسجيل الدخول إلى لوحة للرسائل الإلكترونية لتعرف كيف يمكنك بناء عبوة ناسفة محترمة. فهل يمكن أن يكون حقاً بتلك الخطورة أن يكون لديك خبراء صلبتهم المعارك في الممارسة؟
أعتقد أنكم تعرفون الجواب.
ليست المملكة المتحدة وحيدة في نهجها غريب الأطوار تجاه مقاتي "داعش" العائدين. فقد صنعت السويد عناوين الأخبار هذا الصيف بتقديمها منحاً للإسكان أو رخص سياقة مجانية من أجل تشجيع إعادة إدماج مقاتلي "داعش" العائدين في المجتمع السويدي. والرؤية جريئة: تحويل العائد من خادم تابع في الخلافة إلى عضو منتج في المجتمع الغربي. يا له من شيء ملهم
يفكر جزء مني: ما الضرر في إضافة بضع مئات أخرى؟ ففي الأساس، يشير مسؤولو الأمن البريطانيون بشكل روتيني إلى أن هناك 23.000 جهادي يعيشون في البلد. أو 25.000 متطرف إسلامي يشكلون تهديداً. أو "35.000 من المتعصبين الإسلاميين". وبذلك، فإن إضافة بضع مئات من المحاربين العائدين من المعارك حول محافظة إدلب، لا يمكن أن يتسبب بأي ضرر، أليس كذلك؟ تقنياً، تستطيع فقط تسجيل الدخول إلى لوحة للرسائل الإلكترونية لتعرف كيف يمكنك بناء عبوة ناسفة محترمة. فهل يمكن أن يكون حقاً بتلك الخطورة أن يكون لديك خبراء صلبتهم المعارك في الممارسة؟
أعتقد أنكم تعرفون الجواب.
ليست المملكة المتحدة وحيدة في نهجها غريب الأطوار تجاه مقاتي "داعش" العائدين. فقد صنعت السويد عناوين الأخبار هذا الصيف بتقديمها منحاً للإسكان أو رخص سياقة مجانية من أجل تشجيع إعادة إدماج مقاتلي "داعش" العائدين في المجتمع السويدي. والرؤية جريئة: تحويل العائد من خادم تابع في الخلافة إلى عضو منتج في المجتمع الغربي. يا له من شيء ملهم
كان "داعش" عصابة إبادة جماعية. وقد شارك الكثير من مقاتليه في الأهوال التي لا يمكن تخيلها وشهدوا عليها. وبعد سبعة عقود لاحقاً، ما تزال ألمانيا تقاضي الحراس الذين شاركوا في الهولوكوست أينما تمكنت من العثور عليهم. فأي نوع من العدالة يستحقها ضحايا "داعش"
!
مَن الذي يخدع نفسه هنا؟ أنا على يقين من أن من الممكن -نظرياً- أن يكون عدد ما من مقاتلي "داعش" قد شعروا بالعار والفضيحة في الخلافة الناشئة، ويريدون العودة إلى حياتهم الطبيعية. لكن إعادة قبول مقاتلي "داعش" تعني اتخاذ قرار بأخذ دعواتهم إلى شن "حرب شاملة" على الغرب بجدية أقل بعض الشيء مما يأخذونها هم أنفسهم.
لقد أنتج تنظيم "الدولة الإسلامية" الكثير جداً من فيديوهات الإنترنت المروعة، وليس لإلهام الإرهاب فحسب، وإنما لتحفيز المجندين. وجعلت دعاية "داعش" من القضاء الجماعي على الرجال الأيزيديين والاستعباد الجنسي للنساء الأيزيديات أفكاراً رائجة في نقاط البيع. وقد راق ذلك لبعض الأنواع من الشباب، لأن الاغتصاب والنهب والزعم أنهما يرتكبان باسم الله يناسبان الشهية المقرفة مع القدرة على التبرير الذاتي بالنسبة لنوع معين من الشباب.
دعونا نتحدث بصراحة: كان "داعش" عصابة إبادة جماعية. وقد شارك الكثير من مقاتليه في الأهوال التي لا يمكن تخيلها وشهدوا عليها. وبعد سبعة عقود لاحقاً، ما تزال ألمانيا تقاضي الحراس الذين شاركوا في الهولوكوست أينما تمكنت من العثور عليهم. فأي نوع من العدالة يستحقها ضحايا "داعش"؟
هناك حقاً شيء ما في عقل الديمقراطية الليبرالية، والذي يجد من المستحيل تصديق أن مقاتلي "داعش" هم أناس واعون تماماً لحوافزهم ورغباتهم، وأنهم مذنبون حقاً. وبدلاً من ذلك، يقال إنهم ساذجون ببساطة. إنهم لا يحتاجون إلى أي توبة. إنهم يحتاجون فقط إلى إيماءة حسن نية من طرفنا وأن نقوم بإعادة إدماجهم، كما يعتقد قادتنا.
كان آية الله الخميني قد قال ذات مرة: "ليس هناك مرح في الإسلام. ليس هناك متعة في الإسلام. لا يمكن أن يكون هناك مرح ومتعة في أي شأن جدي". وأنا على يقين أنه عنى ذلك. ثمة شيء ساحر في الرؤية المتقشفة للحياة. لكن عليَّ الاعتقاد بأن المحاربين العائدين من "الدولة الإسلامية"، عندما يسمعون مسؤولي الأمن الغربيين وهم يطمئنون الجمهور إلى أنهم مجرد "سذج"، سيضطرون إلى أن يخنقوا في دواخلهم رغبة لا يمكن كبحها بإطلاق عاصفة من الضحك
مَن الذي يخدع نفسه هنا؟ أنا على يقين من أن من الممكن -نظرياً- أن يكون عدد ما من مقاتلي "داعش" قد شعروا بالعار والفضيحة في الخلافة الناشئة، ويريدون العودة إلى حياتهم الطبيعية. لكن إعادة قبول مقاتلي "داعش" تعني اتخاذ قرار بأخذ دعواتهم إلى شن "حرب شاملة" على الغرب بجدية أقل بعض الشيء مما يأخذونها هم أنفسهم.
لقد أنتج تنظيم "الدولة الإسلامية" الكثير جداً من فيديوهات الإنترنت المروعة، وليس لإلهام الإرهاب فحسب، وإنما لتحفيز المجندين. وجعلت دعاية "داعش" من القضاء الجماعي على الرجال الأيزيديين والاستعباد الجنسي للنساء الأيزيديات أفكاراً رائجة في نقاط البيع. وقد راق ذلك لبعض الأنواع من الشباب، لأن الاغتصاب والنهب والزعم أنهما يرتكبان باسم الله يناسبان الشهية المقرفة مع القدرة على التبرير الذاتي بالنسبة لنوع معين من الشباب.
دعونا نتحدث بصراحة: كان "داعش" عصابة إبادة جماعية. وقد شارك الكثير من مقاتليه في الأهوال التي لا يمكن تخيلها وشهدوا عليها. وبعد سبعة عقود لاحقاً، ما تزال ألمانيا تقاضي الحراس الذين شاركوا في الهولوكوست أينما تمكنت من العثور عليهم. فأي نوع من العدالة يستحقها ضحايا "داعش"؟
هناك حقاً شيء ما في عقل الديمقراطية الليبرالية، والذي يجد من المستحيل تصديق أن مقاتلي "داعش" هم أناس واعون تماماً لحوافزهم ورغباتهم، وأنهم مذنبون حقاً. وبدلاً من ذلك، يقال إنهم ساذجون ببساطة. إنهم لا يحتاجون إلى أي توبة. إنهم يحتاجون فقط إلى إيماءة حسن نية من طرفنا وأن نقوم بإعادة إدماجهم، كما يعتقد قادتنا.
كان آية الله الخميني قد قال ذات مرة: "ليس هناك مرح في الإسلام. ليس هناك متعة في الإسلام. لا يمكن أن يكون هناك مرح ومتعة في أي شأن جدي". وأنا على يقين أنه عنى ذلك. ثمة شيء ساحر في الرؤية المتقشفة للحياة. لكن عليَّ الاعتقاد بأن المحاربين العائدين من "الدولة الإسلامية"، عندما يسمعون مسؤولي الأمن الغربيين وهم يطمئنون الجمهور إلى أنهم مجرد "سذج"، سيضطرون إلى أن يخنقوا في دواخلهم رغبة لا يمكن كبحها بإطلاق عاصفة من الضحك
ترجمة الغد