لكن من هما طرفا الحرب الفعليون؟ هل هما الشرعية ومليشيات الحوثي الانقلابية؟ الطرفان الرئيسيان المسؤولان عن الحرب ودمار اليمن هما السعودية وإيران وحلفاؤهما واليمن طولا وعرضا برا وبحرا وجوا محتل من قبل السعودية وحلفائها وإيران ومليشياتها، وما دامت الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها الى اليمن يتجاهلون ذلك ويرمون الكرة في ملعب اليمنيين سوف تبقى الأمور على حالها وتستمر الحرب ربما إلى أجل غير مسمى.
فكما أن السعوديين وحلفائهم يستغلون حاجة الشرعية لهم من أجل فرض وجودهم وحضورهم العسكري والسياسي والاقتصادي وجعله أمرا واقعا في مواجهة القوى الأخرى وتعطيل الحلول فإن الحوثي كذلك يستفيد من تمسكهم بتحقيق أغراضهم ومشاريعهم التي لا تغدو عن كونها احتلال غير معلن من أجل تحقيق مشروعه الإنقلابي السلالي والطائفي الفاشي الذي لم يعد يخفى على أحد.
لم يبق لليمنيين إلى جانب تصميمهم واستعدادهم غير المحدود للتضحية في سبيل الجمهورية والحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية، جدار آخر يمكنهم أن يسندوا ظهرهم إليه سوى الأمم المتحدة على الرغم مما أصابها على وقع القضايا المختلفة من الفشل ابتداء من قضية فلسطين والعراق وسوريا وانحسار المصداقية نتيجة العجز عن تنفيذ قراراتها لا تزال المصدر الأول للشرعية الدولية وهي تستطيع بما تملكه من قوة دبلوماسية ومعنوية أن تمارس تأثيرا كبيرا على الأحداث إذا قررت أن ترفع صوتها ضد استهتار الأطراف الأقليمية والدولية الطامعة والمتحاربة في اليمن واستخدمت رصيدها المعنوي الكبير لفرض احترام القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية التي كانت وراء تأسيسها.
لن يستطيع اليمنيون بمفردهم أن يخرجوا من النفق المظلم الذي أدخلوا فيه ولا أن يتوصلوا بأنفسهم إلى تسوية ومعظم قواهم المتحاربة باتت رهينة الإرادات الخارجية
لن يستطيع اليمنيون بمفردهم أن يخرجوا من النفق المظلم الذي أدخلوا فيه ولا أن يتوصلوا بأنفسهم إلى تسوية ومعظم قواهم المتحاربة باتت رهينة الإرادات الخارجية ولن تستطيع الدول الخارجية أيضا مهما كانت إمكانياتها لا منفردة ولا مجتمعة فرض الحل على اليمنيين، وليس لديها مصلحة في العمل على التوصل إلى تسوية تنهي الحرب من دون اليمنيين ومشاركتهم.
أدعو المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث باسم شعبنا المنكوب إلى وضع حد لمهزلة المفاوضات اليمنية الراهنة واستبدالها بمفاوضات تجمع على طاولة واحدة حتى التوصل إلى حل جميع الأطراف الإقليمية والدولية المتحاربة على أرض اليمن إلى جانب ممثلين للأطراف اليمنية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، في إطار تداع دولي مسنود بإرادة شعبية يمنية وظيفته الوحيدة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 القاضي بانهاء الإنقلاب وتسليم سلاح المليشيات، حدا لأعمال القتل ووقف علمية التقويض الممنهج للدولة اليمنية وتفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد تعيد إلى اليمن وشعبه المستباح الأمل بالحياة وتنهي حقبة مليشيات الإمامة السوداء.
لا تستطيع الأمم المتحدة أن تخفي سكوتها على ما يجري في اليمن منذ 4 سنوات من احتلال غاشم وانتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان وتحويل البلاد إلى سجن كبير ضربته مليشيا فاشية قذف بها التاريخ في طريق اليمنيين، واستقالتها السياسية والأخلاقية وراء مفاوضات هامشية منحازة وعقيمة.