رسَخت عبارة صالح الشهيرة، عن الرقص على رؤوس الثعابين، إيمانه بأنه سيكون قادرا على الاستمرار بنفس الفهلوة التي درج عليها والتحايل الذي عرف به.
كان صالح مدفوعا برغبة كبيرة في التسلط، لم يكن يستمع للآخرين، وكان يشكك في ولاء كل من يخالفه الرأي.
توّج أخطاء ثلاثة عقود بالخطيئة التي أحاطت به، تلك الخطيئة التي صافح فيها يدا يدرك تماما أنها امتهنت اليمنيين لألف عام.
فوّت صالح على نفسه فرصة مثالية، كانت هي طوق النجاة الأخير، حينما مُنح حصانة من الملاحقة القانونية والقضائية، لكنه، كالعادة، ظن أنه سوف يلتف على الجميع، وعدّها فرصة لالتقاط الأنفاس، فتحوّل من رئيس بلد إلى رئيس عصابة، وقرر خوض جولة جديدة من العبث.
كنت ولا زلت على إيمان مطلق بأن حاشية صالح لو أدّت دورها في ثنيه عن الطريق الذي قرر السير فيه، لما آلت الأمور لما هي عليه، لكنها باركت كل خطواته، كالت له المديح ، وخلعت عليه ألقاب الحنكة والدهاء حتى قتلته.
في كل ذكرى ومناسبة لمقتل صالح يجب العمل للحيلولة دون تزييف الوعي وتزوير التاريخ، و تحويل صالح من رجل سلّم الأرض والخريطة والعَلَم إلى بطل ورمز وطني.
بالطبع لا يمكن نسيان ولا غفران الكارثة التي ارتكبها صالح، ولا يمكن إنهاء سيرته على طريقة ( سامحوه .. لقد رحل )، لم تكن المشكلة معه شتيمة وجهها لشعبه يتطلب منهم غفرانها بعد مقتله.
لقد ارتكب خطأ تاريخيا أصاب الشعب في مقتل، وصار يرزح تحته حتى اللحظة، والله وحده يعلم متى يبرأ منه.
مازال الشعب يعالج تلك الغصص التي جرعها إياه.
ارتكب صالح خطيئته..!
ثم رحل وترك لنا خطيئته .. !!