قدم الشهيد جار الله عمر نفسه للتاريخ كأحد أولئك القلائل الذين أسهموا في إعادة صياغة أحداث نضالات شعبنا ولعبوا بمهارات عالية في تشكيل خارطة النضال الوطني السلمي وقلب المعادلات السياسية وشكلوا محور ارتكاز التغيير السلمي وبؤرة اندلاع ثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية السلمية.
حين يُذكر جار الله عمر يحضر معه ذكر رفيق دربه ونضاله محمد قحطان المغيب في غياهب سجون ومعتقلات مليشيات الإمامة الكهنوتية وتحضر معه الذاكرة الوطنية الحية في الضمائر الشريفة التي استمدت منه أسرار النضال والتضحية في سبيل يمن واحد تتعايش فيه كل الأفكار والمذاهب والجهات ولم يكن اللقاء المشترك في حينه وفكرة النضال السلمي الإبداعية سوى إحدى صور المشروع الذي بشر به واستشهد في سبيله.
شهيد السلام قدم روحه ودفع دمه ثمنا للحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية ودولة سيادة القانون حين نالت منه تلك الرصاصات الملعونة التي ارتدت لعنتها وبشاعتها الى رأس صاحبها وفجرته بعد أن فجر البلاد بالطائفية والمناطقية والحروب والدمار وجعل اليمنيين مابين قتيل وسجين وشريد طريد.