" .
حاول تهدئتي وهو يعدني بالعودة غدا الى القرية التي خرجت منها بثوب اشتريته من سوق قريتنا للرحلات الطوال.
كل شيء ارعبني في المدينة، البنايات ، السيارات ، الناس واسلاك الكهرباء في الاعلى .
كل شيء اخافني، حتى اولئك الذين كنت اعرفهم من قبل كانوا قد أصبحوا أخرين.
للمدينة وجه لم اعتاده ، وقد حاولت ان افهمه وربما ربما فشلت.
كانت سائلة نخلة هي الفاصل بيني وبين العالم .
واعتقدت لعمر طويل، ان من اجتازها لم يعد من عالمنا .
لم يساعدني أحد في كسر تلك الحدود او تجاوزها.
ويوم وزع أحد المتحمسين كتاب لتلاميذ قريتي بعنوان " قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله "
سألته ما إذا كانت سائلة نخلة هي الفاصل بيننا وبين الغرب الموجودين في الكتاب الذين يريدون القضاء علينا.
وكنت اعتقد ان كل تجمع خلفها، هو تجمعا ضدنا .
ستمر السنون لتخبرني أنى لم أكن وحيدا.
فقد كنت واحدا ممن يعتقدون ان اخر الدنيا عدن, وهكذا ماتوا مع اعتقادهم هذا ، دون ان يشير لهم احد بوجود غيرنا على الكوكب.
ويوم ودعت منطقتنا عدد من سكانها اليهود الى ارض ميعادهم قال لهم اجدادنا : ستهيمون في الارض ولن تجدوا مكان للعيش ، وها نحن نرى من هام في الدنيا , ولم يجد فيها مستقر .
اجبرت الحرب اليمنيين على الخروج وعلى التعامل مع المدينة التى لم احتمل وجودي بها نصف نهار .
وهم الان يدفعون ثمن تجاوز سائلة نخلة " التى جفت مياهها بالمناسبة " .
تضج هذه الايام وسائل اعلام تركية بخبر وقوع يمني في فخ عملية نصب كبيرة.
وبغض النظر عمن يمتلك الطاووس الذهبي الذي سرق منه والمقدر ثمنه بمليوني دولار امريكي .
فقد تبين كم نحن ضحايا المسافة بيننا وبين العالم
كم نحن ضحايا اجتياز السائلة.
رجل اسمه عواد المصري يضع اعلان في الانترنت ان لديه طاووس مرصع بالألماس والمجوهرات يريد بيعه بمليوني دولار.
يتواصل معه من سرقوه منه وأرادوا فقط رؤيته ثم يضعون المسدس في راس اليمني ويأخذون الطاووس ويتركونه وحيدا في إسطنبول.
ليبدأ رحلة البحث عن ما يقول انه حقه في دولة يشاهد سكانها إعلان متكرر عن شعب يموتون بلا طعام.
قال لي صديق تركي معلقا على الخبر" اليمنيين مال موجود عقل غير موجود".
ثم التقاني بعد ربع ساعة ليكمل " فقر موجود"
الطبيعي ان انتفض بوجهه، ان ارد عليه ، ان احاول الدفاع .
لكني فقدت الحماسة.
يفقد اليمني حماسته في المطار، يتركها هناك خشية الوزن الزائد.
ويركض متخففا من كل شيء بما في ذلك ذاته وحماسه للأشياء وحدسه السليم.
لذلك يغدو كما الريشة وفقا لأبوبكر سالم .
كما الريشة تذروها رياح العالم ثم لا تهبط في مكان.
يوما ما قبل ان يكون لنا جمهورية وأسم واضح على الخارطة وقف ابن تاجر يمني في برلين شاخصا نحو موكب هتلر الذي سار جواره.
وفي المساء كان يكتب رسالة الى الزعيم النازي " يا أعدل من في اوروبا، انا يمني في بلادك وقد أتيت باحثا عن تاجر سلاح أخذ المال من مولانا الامام وقال انه سيبيع لنا البنادق والرصاص ولم اجده في المانيا _ هل تعرف مكانه يا من لو تمكنت من اوروبا لملأتها عدلا "
بعدها بفترة قصيرة ملأ النازي اوروبا بالدم والدمار وصور المفقودين.
كان حاكم اليمن قد التقط باحثا الماني في الحديدة وكان الباحث بحاجة الى المال فأوهم الأمام انه مندوب شركة المانية لبيع السلاح
وهو جاهز للتوقيع على اى عقود مقابل الحصول على جزء من المبلغ مقدم.
حصل الامام على عقود وهميه بالأف البنادق وخمسة ملايين رصاصة.
دفع جزء من ثمنها للباحث المحتال الذي اوهم حاكم البلاد انه مندوب شركة اسلحة.
بعدها اوفد الامام ابن تاجر الحديدة الشهير وقتها واسمه عمر المزجاجي للبحث عن صفقة الوهم وذلك الشاب هو من كتب رسائل الى هتلر، ما يزال أرشيف الخارجية الالمانية يحتفظ بها في قسم الغرائب وفقا لسفير اليمن الاسبق هناك احمد قائد الصايدي.
قبل فترة قصيرة كانت امرأة تقدم محاضرة في دولة اوروبية باعتبارها باحثة فرنسية محايدة متخصصة بالشأن اليمني.
كنت قد تعرفت اليها في اليمن قبل سنوات بصفة اخرى وجنسية قالت انها لبنانية ثم بدلتها بعد ذلك وكانت تجري بحثا بتمويل كامل من نظام صالح.
أصبحت تتحدث عن اليمن.
وتقدم الحلول، وتشخص حالنا بحياد كما تقول، وقد كانت بين اوائل من بثوا نظرية الطرف الثالث في قتل المتظاهرين السلميين.
هذا الحياد الذي نبت عقب مقتل صالح يفتك بنا من الداخل والخارج فممن نأخذه.
والناس الذين عرفناهم بالداخل قطبوا وجوههم حين ابصرناهم بعيدا عن السور
حاول تهدئتي وهو يعدني بالعودة غدا الى القرية التي خرجت منها بثوب اشتريته من سوق قريتنا للرحلات الطوال.
كل شيء ارعبني في المدينة، البنايات ، السيارات ، الناس واسلاك الكهرباء في الاعلى .
كل شيء اخافني، حتى اولئك الذين كنت اعرفهم من قبل كانوا قد أصبحوا أخرين.
للمدينة وجه لم اعتاده ، وقد حاولت ان افهمه وربما ربما فشلت.
كانت سائلة نخلة هي الفاصل بيني وبين العالم .
واعتقدت لعمر طويل، ان من اجتازها لم يعد من عالمنا .
لم يساعدني أحد في كسر تلك الحدود او تجاوزها.
ويوم وزع أحد المتحمسين كتاب لتلاميذ قريتي بعنوان " قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله "
سألته ما إذا كانت سائلة نخلة هي الفاصل بيننا وبين الغرب الموجودين في الكتاب الذين يريدون القضاء علينا.
وكنت اعتقد ان كل تجمع خلفها، هو تجمعا ضدنا .
ستمر السنون لتخبرني أنى لم أكن وحيدا.
فقد كنت واحدا ممن يعتقدون ان اخر الدنيا عدن, وهكذا ماتوا مع اعتقادهم هذا ، دون ان يشير لهم احد بوجود غيرنا على الكوكب.
ويوم ودعت منطقتنا عدد من سكانها اليهود الى ارض ميعادهم قال لهم اجدادنا : ستهيمون في الارض ولن تجدوا مكان للعيش ، وها نحن نرى من هام في الدنيا , ولم يجد فيها مستقر .
اجبرت الحرب اليمنيين على الخروج وعلى التعامل مع المدينة التى لم احتمل وجودي بها نصف نهار .
وهم الان يدفعون ثمن تجاوز سائلة نخلة " التى جفت مياهها بالمناسبة " .
تضج هذه الايام وسائل اعلام تركية بخبر وقوع يمني في فخ عملية نصب كبيرة.
وبغض النظر عمن يمتلك الطاووس الذهبي الذي سرق منه والمقدر ثمنه بمليوني دولار امريكي .
فقد تبين كم نحن ضحايا المسافة بيننا وبين العالم
كم نحن ضحايا اجتياز السائلة.
رجل اسمه عواد المصري يضع اعلان في الانترنت ان لديه طاووس مرصع بالألماس والمجوهرات يريد بيعه بمليوني دولار.
يتواصل معه من سرقوه منه وأرادوا فقط رؤيته ثم يضعون المسدس في راس اليمني ويأخذون الطاووس ويتركونه وحيدا في إسطنبول.
ليبدأ رحلة البحث عن ما يقول انه حقه في دولة يشاهد سكانها إعلان متكرر عن شعب يموتون بلا طعام.
قال لي صديق تركي معلقا على الخبر" اليمنيين مال موجود عقل غير موجود".
ثم التقاني بعد ربع ساعة ليكمل " فقر موجود"
الطبيعي ان انتفض بوجهه، ان ارد عليه ، ان احاول الدفاع .
لكني فقدت الحماسة.
يفقد اليمني حماسته في المطار، يتركها هناك خشية الوزن الزائد.
ويركض متخففا من كل شيء بما في ذلك ذاته وحماسه للأشياء وحدسه السليم.
لذلك يغدو كما الريشة وفقا لأبوبكر سالم .
كما الريشة تذروها رياح العالم ثم لا تهبط في مكان.
يوما ما قبل ان يكون لنا جمهورية وأسم واضح على الخارطة وقف ابن تاجر يمني في برلين شاخصا نحو موكب هتلر الذي سار جواره.
وفي المساء كان يكتب رسالة الى الزعيم النازي " يا أعدل من في اوروبا، انا يمني في بلادك وقد أتيت باحثا عن تاجر سلاح أخذ المال من مولانا الامام وقال انه سيبيع لنا البنادق والرصاص ولم اجده في المانيا _ هل تعرف مكانه يا من لو تمكنت من اوروبا لملأتها عدلا "
بعدها بفترة قصيرة ملأ النازي اوروبا بالدم والدمار وصور المفقودين.
كان حاكم اليمن قد التقط باحثا الماني في الحديدة وكان الباحث بحاجة الى المال فأوهم الأمام انه مندوب شركة المانية لبيع السلاح
وهو جاهز للتوقيع على اى عقود مقابل الحصول على جزء من المبلغ مقدم.
حصل الامام على عقود وهميه بالأف البنادق وخمسة ملايين رصاصة.
دفع جزء من ثمنها للباحث المحتال الذي اوهم حاكم البلاد انه مندوب شركة اسلحة.
بعدها اوفد الامام ابن تاجر الحديدة الشهير وقتها واسمه عمر المزجاجي للبحث عن صفقة الوهم وذلك الشاب هو من كتب رسائل الى هتلر، ما يزال أرشيف الخارجية الالمانية يحتفظ بها في قسم الغرائب وفقا لسفير اليمن الاسبق هناك احمد قائد الصايدي.
قبل فترة قصيرة كانت امرأة تقدم محاضرة في دولة اوروبية باعتبارها باحثة فرنسية محايدة متخصصة بالشأن اليمني.
كنت قد تعرفت اليها في اليمن قبل سنوات بصفة اخرى وجنسية قالت انها لبنانية ثم بدلتها بعد ذلك وكانت تجري بحثا بتمويل كامل من نظام صالح.
أصبحت تتحدث عن اليمن.
وتقدم الحلول، وتشخص حالنا بحياد كما تقول، وقد كانت بين اوائل من بثوا نظرية الطرف الثالث في قتل المتظاهرين السلميين.
هذا الحياد الذي نبت عقب مقتل صالح يفتك بنا من الداخل والخارج فممن نأخذه.
والناس الذين عرفناهم بالداخل قطبوا وجوههم حين ابصرناهم بعيدا عن السور