الأول عدم وجود دولة راسخة مؤسسات متمايزة عن النظام السياسي.
كان هناك نظام قائم على شبكة مصالح فساد ومفسدة سياسيا واقتصاديا وأمنيا يحويها إطار حزبي هش ممثل بالمؤتمر الذي لا أرى فيه مقومات الحزب بل كان إطار شكلي يضفي نوع من الديمقراطية الشكلية للنظام الفاسد والمستبد.
والسبب الثاني عدم وجود هوية جامعة وقوية وراسخة لأن الهوية تقوي الدولة وتمايزها عن النظام الحاكم.
وبدلا من هذه الهوية الجامعة كانت هناك فئات اجتماعية قبلية وجهوية.
ولذلك نجح النظام في قسم المجتمع وقيادة ثورة مضادة قادتنا إلى حرب أهلية.
مايحدث في اليمن هو في العمق حرب أهلية بغض النظر عن التدخلات الإقليمية والدولية المحكومة بالمصالح.
غياب الهوية كان أحد الأسباب التي سهلت الإنقلاب وقادتنا الى الإحتراب الكبير.
هناك قاعدة فحواها :أن اَي نظام فاسد ومستبد عادة ما يلجأ الى إضعاف الهوية الواحدة، لآن الهوية مثلما أسلفت تقوي الدولة المفقودة في الحالة اليمنية ضد النظام.
ولو عدنا للوراء لوجدنا الكثير من الأمثلة على ممارسة نظام صالح في ضرب الهوية اليمنية الواحدة وخلق هوية مناطقية وقبلية وجهوية وذالك ساعده فيما بعد في إنجاح الإنقلاب لأن المجتمع إنقسم على نفسه وهذه حقيقة لا نستطيع القفز عليها.
هناك قاعدة فحواها :أن اَي نظام فاسد ومستبد عادة ما يلجأ الى إضعاف الهوية الواحدة، لآن الهوية مثلما أسلفت تقوي الدولة المفقودة في الحالة اليمنية ضد النظام.
ملاحظة:
النجاح في الحالة التونسية هو النخبة المثقفة الوطنية التي تصدرت المشهد بعد الثورة "المرزوقي والغنوشي وأخرين " ووجود هوية تونسية راسخة أرساها الحبيب بو رقيبة.
هذه الهوية القوية مايزت بين الدولة والنظام ولذلك مالت المؤسسات للشعب للمجتمع لأنها لم ترى نفسها تابعة للنظام المستبد وعصا بيده.
نفس الحالة كانت في مصر إلى ما قبل السيسي.
مع ملاحظة ان نظام السيسي يعمل حاليا على اضعاف الهوية المصرية، لكن هل ينجح لا أعتقد مازال الأمل قائم بوجود إرث دولة في مصر.