سبع سنوات كانت كافية للحكم على الدمار الهائل الذي أصاب البلاد في عهده غير الميمون.
صحيح أنه كان مخرجا آمنا لعملية انتقال السلطة. وصحيح أيضا، انه أبدى في الشهور الأولى للحكم، حماسة غير اعتيادية لعملية الانتقال بالبلاد إلى وضع جديد. لكنه سرعان ما انخرط في لعبة قذرة ومؤامرة كبيرة للانقضاض على الدولة.
لا نريد استدعاء تصريحاته واسترخائه الوثير في قصر الستين بصنعاء وهو يشاهد ويتابع تساقط المناطق في قبضة مليشيا الحوثي، فتلك قصة واضحة، وباتت مكشوفة للجميع.
ثمة ما هو أدهى وأمر، إذ استدعى التحالف بقيادة السعودية كعملية انقاذ لاستعادة شرعيته واصلاح كارثته الأولى في التواطؤ على اسقاط الدولة.
لكن بعد أربع سنوات من القصف والدمار المريع للارض والانسان اليمني. لم يسقط الانقلاب. بل شرعية هادي هي التي تتآكل.
في الوقت ذاته، تعمل سلطته الشكلية على إضفاء شرعية لاحتلال السعودية والامارات لمواقع ومناطق حيوية واستراتيجية في البلاد.
ليس ذلك فحسب، في الأونة الأخيرة برزت علاقة تخادم مباشرة بين الانقلاب والاحتلال.
وكشف تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات التابع للأمم المتحدة ان الإمارات مولت شراء معدات للطائرات الحوثية المسيرة من إيران، والتي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة عدد من المواقع والمعسكرات التابعة للحكومة الشرعية، وكان آخرها قصف قاعدة العند.
وقال التقرير الأممي إن عملية تمويل وشراء الطائرات تمت عبر حسابات بنكية في الإمارات.
لقد أثبتت الأحداث خلال أربع سنوات على الأقل ان سياسة الرئيس هادي كارثية، وبقاؤه في واجهة السلطة لشرعنة الانقلاب والاحتلال كارثة أكبر.
في الحقيقة، لم تكن هذه العلاقة بعيدة عن أعين المراقبين المحليين والدوليين طيلة السنوات الأربع الماضية. لكنها لم تكن بالطبع بهذه الصورة من السفور والانكشاف.
يكفي ان يدرك المتابع، كيف أضحت مليشيا فاشية تمتلك شرعية واقع وتهدد مدن اليمن والسعودية بصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار هجومية.
حتى لو لم تكن ثمة عملية تواطؤ وتزويد مباشر بين الاحتلال والانقلاب. عبث الاهداف وانحراف التحالف بقيادة السعودية والامارات عن مهمة استعادة الدولة والشرعية في اليمن يقدم أكبر خدمة جليلة لديمومة الانقلاب واكتسابه شرعية الواقع.
أين الرئيس هادي من هذا الواقع المدمر؟ لا يزال يمارس مهمته الأثيرة في الاسترخاء. ولكن هذه المرة في فنادق الرياض وليس في قصر الستين بصنعاء.
حقا إنه لمن العبث ان نطالب شخصا عاجزا كهادي، ليس بسبب مرضه فحسب، فذلك موضوع آخر أيضا، ان نطالبه بعد اربع سنوات بممارسة سلطاته على الدولة المضيفة.
لكن ما ندركه جيدا ان شرعيته الموهومة، باتت تمثل واجهة للانقلاب والاحتلال معا، حيث يستمد الأخير تحركاته في الأرض اليمنية على هذه الشرعية المتآكلة، وهي تحركات فاقمت المعاناة الانسانية لليمنيين.
لقد أثبتت الأحداث خلال أربع سنوات على الأقل ان سياسة الرئيس هادي كارثية، وبقاؤه في واجهة السلطة لشرعنة الانقلاب والاحتلال كارثة أكبر.