هنا لم يدري الطفل ايلان انها المرة الاخيرة التى يلتقي اليابسة
بعدها اعاده الماء إلى الضفة المقابلة وقد سلب حياته
أطفال ونساء ورجال لانعرف اسمائهم صرخوا حتى انتهت قدرتهم على اعلان وجودهم
نعلم انهم وقفوا بلا وداع ولا مودعين
يعرف بحر إيجة وجوه العرب
يدقق غيرهم في ملامحهم حين يقتربون من هذه المغارات المفتوحة
حين وقفت اتأمل
اقترب احدهم
وقال ان الامر لم يعد ممكنا
ترى في عينيه النصيحة ويرى وجه الغريق فيك
وجه الغريق الذاهب نحو الاغريق
ما اقرب الاسماء وابعد الاحداث
هذه واحدة من نقاط الانطلاق
وبوابة النهايات
لاحقتنا اخيلة حكامنا إلى هنا
نرى لمعان سيوفهم مبلله بدم اخوتنا
نتذكر القيود في ايدينا
يابحر إيجة ماعاد لنا مراكب او اشرعة كل مانحمله
الخوف من بقاعنا
في الضفة الاخرى توجد روديس اليونانية وعليها مجاميع لاتدري اين تضعك
تستقبلك خيام جوارها مبنى علاج الصدمات النفسية وما اكثرها
تبدأ من يومك الأول وتمتد حتى يومك الأخير
كتب مؤخرا رئيس وزراء اليونان انه كان مضطرا للسباحة ضد التيار
لأخراج بلده من القاع إلى الأعلى
كتب ان الاتحاد الاوروبي تخلى عن بلاده
وتركته يواجه الحالمون ببداية جديدة
يقصد الواقفون هنا بلا مودعين
يعني اصحاب الصدمات النفسية
يلمح إلى الغرقاء المدفونين في جزر نائية
الموتي بلا مشيعين
يابحر إيجة دعهم يتخلصون من الاف السنين
من حاضرهم الذي يشبه الماضي كثيرا
ولانهم قراؤا الماضي فقد عرفوا مستقبلهم ومضوا نحوك بلا ادوات ولامهاره
كنا على ظهر السفينة وكلما هبطنا منها وعدنا بحث عنا الجميع حتى لا نختبئ بين الصخور وننتظر الظلام
كانوا جميعا يرقبون خطواتنا لاتبتعد ايها العربي
لاتصبح مأساة الغد
سيموت الطغاة فلا تمت قبل ان ترى نهايتهم
لاتمت قبل ان ترى الفجر
اعادوني الي السفينة دون ان يقتنعوا انني بلا نوايا
وكان قبطان السفينة يصرخ لاتبتعدوا
وداخلي صوت صواريخ وقذائف حملتها من ليالي شارع هائل ولكل عربي هائله الخاص وصراخه الداخلي يسمعه اينما ولى وحيثما وقف.