تسربت أنباء تفيد بأن الولايات المتحدة بصدد البدء في خوض عمليات عسكرية برية على الأراضي السورية بهدف الوصول إلى قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والتجسس على القوات الروسية الخاصة لمعرفة خطواتها التالية.
البنتاغون، بحسب ما نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، يعمل على نشر قوات "القبعات الخضراء (غرين بيريز)، أو قوات أخرى خاصة داخل سوريا في تصعيد ملحوظ لحربها ضد "داعش".
الخطوة الأميركية تأتي جزئياً للرد على تدخل روسيا العسكري في المنطقة، الذي رأى مراقبون أنه أضعف صورة الولايات المتحدة.
استهداف مواقع "داعش"
وستساعد هذه العناصر العسكرية الجديدة المتواجدة على الأرض في تحديد مواقع "الجهاديين" على الجبهة، كما ستنضم هذه القوات إلى القوات الخاصة البريطانية بهدف جمع معلومات حيوية حول وضع الجنود الروس على أرض المعركة.
كما يعكف مسؤولون عسكريون على دراسة خطط لإرسال مروحيات "أباتشي" مقاتلة إلى العراق؛ دعماً للجيش العراقي الذي يواجه مصاعب في المعركة مع "داعش".
ويعتقد أن عدداً من عناصر القوات الأميركية الخاصة قد دخلت فعلاً الأراضي السورية، وباشرت مهماتها المحددة إلى جانب القوات الخاصة البريطانية.
إعادة صياغة الاستراتيجية الأميركية
لكن المقترح الحالي يهدف إلى نشر فرق تتألف من 30 إلى 50 عنصراً قرب الجبهة، وذلك في إشارة إلى تزايد تدخل القوات الأميركية في الحرب السورية.
ويفترض أن تندمج هذه العناصر مع القوات الكردية في شمال مدينة الرقة عاصمة "داعش".
وحسب "دايلي ميل" فإن باقي المقترحات لا تزال طيّ الكتمان، لكن المؤكد أن خيارات مختلفة تم تقديمها للرئيس أوباما وذلك في إطار تعزيز استراتيجية أميركا ضد "داعش".
ويفترض أن تنضم القوات الأميركية إلى القوات البريطانية التي تسعى هي أيضاً لتعزيز عمليات قواتها الخاصة في سوريا والعراق.
مراقبة القوات الروسية
وستقوم هذه القوات المشتركة بعمليات على الأرض لمراقبة قوات الاسبيتسناز الروسية (قوات المهام الخاصة) التي تنفذ عملياتٍ في سوريا وتقوم بتحديد أهداف الضربات الجوية الروسية.
وتأمل واشنطن - بحسب الصحيفة - أن تساعدهم هذه المراقبة في معرفة خطوات القوات الجوية الروسية، وما إذا كانت ستضرب الجيش السوري الحر أم تنظيم داعش.
لكن ثمة مخاوف متزايدة من احتمال تعرض العناصر الأميركية والبريطانية لضربات الطائرات الروسية في سوريا.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان قد تعهّد في الأسابيع الماضية ببذل المزيد من المال؛ دعماً لجنود القوات الخاصة وزيادة عددهم لإنزال الهزيمة بالمجموعات الجهادية حول العالم.
يُذكر أن كاميرون ليس مجبراً على إطلاع البرلمان البريطاني على أية تفاصيل حول طبيعة عمليات القوات الخاصة المنتشرة في سوريا؛ بسبب أن عملياتها على درجة بالغة من السرية.
ورغم أن البرلمان كان قد صوّت ضد دخول الحرب في سوريا، إلا أن من صلاحيات كاميرون نشر جنود من القوات الخاصة دون الحاجة إلى موافقة البرلمان أو مصادقته.
تقديم المشورة للمعارضة المعتدلة
وكان مسؤولان أميركيان قد أكدا أن جميع عمليات نشر القوات الخاصة ستتم في أضيق نطاق، سعياً لتحقيق أهداف عسكرية محددة وفي آن واحد بسوريا والعراق.
وقالا إن من بين الخيارات أمام هذه القوات الانتشار المؤقت داخل سوريا لتقديم المشورة لقوات المعارضة السورية المعتدلة لأول مرة، وربما أيضاً لتعيين الأهداف الجوية وإرشاد الطائرات إليها.
كما أن هناك خيارات أخرى مطروحة، مثل إرسال عدد صغير من مروحيات الأباتشي المقاتلة – مع قوات أميركية لتشغيلها - إلى العراق بغية تمكين الجيش العراقي من استعادة بعض الأراضي التي يسيطر عليها "داعش".
يأتي ذلك بينما تتطلع الولايات المتحدة إلى كل من قوات المعارضة السورية التي تدعمها، والقوات العراقية أيضاً كي تقوم الأولى بزيادة الضغط على مدينة الرقة، بينما تعمل الثانية على استعادة مدينة الرمادي التي سقطت في أيدي محاربي "داعش" هذا العام.
وكان أحد المسؤولين قال إن هذه المقترحات مازالت قيد النظر، أي أنها حتى لو نالت الموافقة في الأيام القادمة، فإن انتشار القوات الأميركية الخاصة قد يتم بعد أسابيع أو أشهر قادمة.
أما البنتاغون والبيت الأبيض فقد رفضا التعليق على هذه الخيارات.
وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عبر قبل بضعة أيامٍ عن نيته زيادة النشاط العسكري الأميركي في العراق وسوريا، إثر مشاركة القوات الأميركية في غارة لإنقاذ أسرى محتجزين لدى "داعش" في العراق، حيث قتل جندي من قوات دلتا الأميركية في الهجوم على موقع لـ"داعش".
وكان كارتر قد أكد في جلسة استماع أمام مجلس النواب الأميركي قائلاً: "لن نتخاذل عن دعم شركائنا الأقوياء في اقتناص فرص الهجوم على داعش أو شن هجمات مباشرة عليها سواء كان ذلك جواً أم براً".
أما عقيد سلاح القوات البحرية جوزيف دنفورد ورئيس الأركان المشتركة فتحدث في الجلسة قائلاً أنه قد يوصي بإرسال المزيد من الجنود الأميركيين لتكون إلى جانب الجيش العراقي في مواجهة داعش معتبرا أنها فرصة لدحر المجموعات الإرهابية.