اعتبر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الهجوم المسلح، الذي شهدته مدينة "سان بيرنارديو" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية والذي ذهب ضحيته 14 شخصا "عملا إرهابيا مخططا له".
وقال أوباما في حديث مباشر للشعب الأمريكي، بشأن هجوم كاليفورنيا المسلح بثته معظم القنوات الأمريكية، الليلة الفائتة، إن "مكتب التحقيقات الفدرالي يواصل تحريه من أجل فهم الأسباب الكاملة للهجوم، إلا أنَّ المعلومات التي توصل إليها إلى الآن تفيد بأن الضحايا قتلوا بوحشية على يد زميلهم في العمل وزوجته"، نافياً امتلاكهم لأي أدلة حول ما إذا كان منفذا الهجوم على صلة بتنظيمات أجنبية أو تنظيمات داخل الولايات المتحدة.
وذكر أوباما أن بلاده منذ 11 أيلول/ سبتمبر 2001، (تاريخ الهجمات على برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك) في حالة حرب مع الإرهاب، وأنهم يلاحقون الشبكات الإرهابية حول العالم، وأفشلوا العديد من العمليات الإرهابية، لافتاً إلى "أنَّ التنظيمات الإرهابية غيرت من أساليبها في الآونة الأخيرة، فاستطاعت تسميم عقول من نفذ هجوم ماراثون بوسطن، وسان بيرنارديو عن طريق الإنترنت".
وقال أوباما "لا يوجد مسؤولية أكبر من حماية أمن الشعب الأمريكي، وسنقضي على داعش أو أي تنظيم آخر يفكر بإلحاق الأذى بأمريكا"، مؤكدا على استمرارهم في تدريب عشرات الآلاف من العراقيين والسوريين من أجل قتال التنظيم على الأرض.
ولفت أوباما إلى وجود قوات خاصة أمريكية منتشرة في سوريا والعراق، من أجل الإسراع في عملية القضاء على داعش، بالإضافة إلى سعيهم لتجفيف مصادر التمويل للتنظيم، وتنسيقهم مع حلفائهم في دول المنطقة من أجل ضمان عدم وصول المقاتلين الأجانب إلى التنظيم، وتبادلهم المعلومات الاستخباراتية مع الدول الأوروبية، وعملهم مع الدول العربية من أجل محاربة أفكار التنظيم إيديولوجيًا.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه أعطى تعليماته من أجل مراجعة قوانين منح تأشيرات الدخول في البلاد، والتدقيق أكثر في المواطنين الذين يدخلون أمريكا بدون تأشيرات دخول، والتأكد من عدم ذهابهم إلى المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.
ودعا أوباما إلى عدم اعتبار مكافحة الإرهاب، أنها حرب بين أمريكا والإسلام، مبيناً أنَّ هذا ما يسعى إليه تنظيم داعش.
وقال في هذا الخصوص إن "داعش يحاول أن يتكلم باسم المسلمين، ولكن ملايين من المواطنين المسلمين في أمريكا خرجوا ليقولوا لا لهؤلاء المجرمين ولعقيدتهم المليئة بالكراهية، فعدد المسلمين أكثر من مليار شخص حول العالم وداعش لا يمثل إلا جزء صغير منهم، وأغلب الضحايا الذين يسقطون بسبب إرهاب التنظيم هم من المسلمين، فإذا أردنا النجاح في هزيمة الإرهاب، يجب علينا أن نعتبر المسلمين أقوى حلفائنا".
وناشد أوباما المواطنين أن لا ينظروا إلى المسلمين الأمريكيين بعين الشبهة، مشيراً إلى أن منهم من يخدم في الجيش الأمريكي ومستعدون للتضحية من أجل بلادهم.
وكان 14 شخصاً، قد لقوا مصرعهم، بينما جُرح 18 آخرون، في هجوم مسلح وقع، الأربعاء الماضي، مستهدفاً مبنى يقدم الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة "سان بيرناردينو" بكاليفورنيا، بحسب بيان صادر عن مكتب قائد شرطة المدينة.