في 1979، وبعد شهر من حصولها على لقب السيدة الأولى لولاية أركنسو، أعطت هيلاري رودهام مقابلة لمحطة التلفزيون المحلية في الولاية. كانت جديدة على الدور - وجديدة نسبيا في نظر الجمهور. كانت قد ألقت كلمة حفلة التخرج في عام 1969 في كلية ويلزلي، وعرضت عنها لمحة مختصرة في مجلة "لايف"، وعملت في اللجنة القضائية في مجلس النواب في إطار فضيحة ووترجيت التي أدت إلى استقالة ريتشارد نيكسون.
طوال المقابلة التي امتدت لنصف ساعة، والتي قدمها برنامج متعلق بشؤون القطاع العام يسمى "إن فوكس" وهو متاح للأجيال التالية على موقع يوتيوب، رودهام لا تشبه أبدا زوجة أحد السياسيين. ولا هي حتى تتصرف وكأنها كذلك. إنها أيام ما قبل اللؤلؤ ومساحيق التبييض، وهي تظهر بمظهر امرأة سمراء كثة الشعر، بطقم رياضي مخملي يصل إلى منتصف الساق، وأحذية عالية تصل إلى الركبتين ونظارات ملونة كبيرة مؤطرة.
هذه المحامية، المولودة في شيكاغو، التي تلقت تعليمها في نيو إنجلاند، يضغط عليها المحاور للتحدث حول خيارات حياتها ومهنتها، قرارها العمل في وظيفة بدوام كامل في مهنة المحاماة بدلا من تلبية احتياجات زوجها، والاستمرار في استخدام اسمها قبل الزواج، رودهام. ستمر سنتان وتفشل محاولة لإعادة انتخاب زوجها، بيل كلينتون، قبل أن تقرر تغيير الاتجاه. يقول لها المحاور في المقابلة: "لا تتناسبين حقا مع الصورة التي أنشأناها لزوجة الحاكم في ولاية أركنسو". ويواصل حديثه: "أنت لست من السكان الأصليين. لقد تلقيت تعليمك في جامعات ليبرالية في شرق الولايات المتحدة. أنت أقل من 40 عاما. ليس لديك أطفال. ولا تستخدمين اسم زوجك. وتمارسين مهنة القانون".
هيلاري كلينتون خلال لقاء مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في جنيف إبان توليها منصب وزير الخارجية في الولاية الأولى للرئيس أوباما. «أ. ب»
أسلوب توجيه الأسئلة يبدو وكأنه اتهامي، ومن السهل أن نتصور هيلاري كلينتون عام 2016 في ردها على التصريحات وإعطاء أجوبة سريعة. لكن هيلاري رودهام لعام 1979 تجعل الأسئلة تلف حولها مثل الزبدة. تجيب بوجه جامد: "أنا لست في الأربعين، لكني آمل أن يعالج هذا الأمر مع التقدم بالعمر. في نهاية المطاف سأكون بهذا العمر. ليس لدينا أي أطفال بعد، ولكن نأمل أن يكون لدينا أطفال، لذلك آمل أن يتم علاج كل هذه الأمور خلال عدة سنوات أيضا. هذا لا يزعجني، وآمل ألا يزعج كثيرا جدا من الناس".
في جوابها هذا كانت لاذعة بشكل لذيذ، غير ملوثة بنفوذ مجموعات التركيز والمستشارين السياسيين الذين سيحاولون قولبتها لتصبح شخصية أكثر جاذبية، أولا في الحياة السياسية لزوجها، ومن ثم في حياتها السياسية الخاصة.
إنهم أولئك الاستشاريون الذين يمكن القول إنهم حولوا هيلاري إلى ما أصبحت عليه هذا الأسبوع: أول مرشحة لرئاسة أمريكا من حزب رئيسي. لكن على الرغم من كل ما يبذلونه من عمل شاق - أو ربما بسبب ذلك - تظل الحقيقة الأساسية صحيحة: هيلاري قضت معظم مسيرتها السياسية وهي غير محبوبة، بشدة، من قبل جزء كبير من الناخبين الأمريكيين، بمن فيهم الذين ينبغي، نظريا، أن يكونوا من مؤيديها.
وفي الوقت الذي وصلت فيه الانتخابات الأولية إلى نهايتها في الشهر الماضي، كان لدى ثلاثة أخماس الناخبين الأمريكيين تقريبا رأي سلبي عن هيلاري، وفقا لاستبانة من قبل صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة إن بي سي نيوز. وكذلك فعل ثلث الناخبين في حزبها. ما هو مقلق أكثر بالنسبة لهذه الانتخابات بصورة خاصة هو حقيقة أن هيلاري كانت تسعى جاهدة لحشد التأييد بين كثير من النساء الشابات الليبراليات (وبعض النساء المعتدلات الأكبر سنا) الذين كان ينبغي أن يكونوا قاعدتها الأساسية، خاصة في الانتخابات التي تحولت إلى معركة جديدة بين الجنسين.
هيلاري، وزيرة الخارجية السابقة وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابقة والسيدة الأولى سابقا، تشن حملة لتكون أول رئيسة للبلاد. وتواجه دونالد ترامب، الرجل الذي لم يتول أي منصب، الذي يقول إن أي امرأة مسطحة الصدر لا يمكن أبدا أن تكون "10".
على الورق يجب أن تحصل هيلاري على تأييد معظم الناخبات الليبراليات أو المعتدلات في أمريكا. في الواقع، هذا ليس بالأمر السهل بالنسبة إليها. تشير استطلاعات الرأي المبكرة إلى أن الفجوة بين الجنسين في الواقع تعمل لمصلحة ترامب، حيث فاق دعم ترامب من الرجال دعم هيلاري من النساء.
ولدى هيلاري حاليا أرقام بين النساء أسوأ مما حصل عليه بيل كلينتون في سباق الرئاسة عام 1992 ضد جورج بوش الأب. فاز بيل بأصوات الإناث بنسبة 17 نقطة. ولدى هيلاري 13 نقطة فقط بين النساء في تنافسها ضد دونالد ترامب، وذلك وفقا لاستطلاع "وول ستريت جورنال / إن بي سي".
"ما الذي حدث لأخوة النساء؟" سألني رئيس تحريري البريطاني أخيرا. لكن بالنسبة لأي شخص كان يغطي هيلاري خلال حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، الجواب واضح: إنها ليست الأخوة النسائية - إنها الأخت.
خلال الأشهر الستة الماضية، شاهدت هيلاري في مسيرات خلال الحملة في جميع أنحاء البلاد، من كولورادو مرورا بولاية أيوا ونيو هامبشير إلى ولاية فلوريدا. وكانت هناك بعض النقاط الواضحة العالية: خطابها حول النصر في نيسان (أبريل) في نيويورك بعد فوزها بالضربة القاضية في الولاية ضد بيرني ساندرز. فوزها عن جدارة في ولاية كارولينا الجنوبية، التي كانت بمنزلة تذكير بما قدمته من دعم عميق بين الأمريكيين من أصل إفريقي.
خطابها الذي ادعت فيه أنها حصلت على الترشيح يوم الثلاثاء كان من بين تلك اللحظات الخطابية التي لا تنسى في حياتها المهنية، وأشارت إلى خطابها في عام 2008 عندما علقت حملتها الانتخابية للفوز بترشيح الحزب. قالت لأنصارها قبل ثماني سنوات: "على الرغم من أننا لم نكن قادرين على تحطيم أعلى وأقسى سقف هذه المرة، لكن بفضلكم يوجد الآن نحو 18 مليون شرخ. والضوء يشرق من خلال تلك الشروخ بشكل لم يسبق له مثيل، ويملأنا جميعا بالأمل والمعرفة الأكيدة بأن الطريق سيكون أسهل قليلا في المرة المقبلة". وتبين أنها كانت محقة.
لكن عموما كان يغلب على الحشود في تجمعاتها الانتخابية أن تكون فاترة وخطاباتها عامة، وهو الواقع الذي يصبح أكثر وضوحا عندما ينظر إليها بالتوازي مع أحداث الاستعراض السياسي الكلاسيكي، لترامب، أو ساندرز، الذي على الرغم من خطابه السياسي المنحوت لا يزال يثير بقوة المؤيدين.
في بعض الأحيان، يبدو الأمر وكأن هيلاري تناضل من أجل الهروب من القفص الخجول الهياب الذي صنعته لنفسها. يمكنها أن تنطلق بنقاط الحوار ومعالم سيرتها الذاتية بسرعة، لكن نادرا ما تشرك الآخرين في قصص صراعاتها الشخصية. شعاراتها - من بينها "أنا معها" و"كسر الحواجز" - تبدو لطيفة وآمنة، وهي استعارة تعيسة تميز حملة انتخاباتها التمهيدية.
إذا كانت هيلاري لعام 1979 لا تزال موجودة، فعلى ما يبدو أنها دفنت تحت نسيج من اختبارات المستشارين واقتراع التركيز الذي يهدف لجعلها أكثر جاذبية في نظر الناخب العادي، لكنه أثار النفور منها بين النساء الشابات اللاتي يشعرن أنهن لا يعرفنها. مختص الاستطلاعات الديمقراطي، بيتر هارت، يقول إن أكبر مشكلة لها مع الناخبين ليست وجود سقف زجاجي، ولكن وجود "ستار زجاجي".
وخلص هارت بعد إجراء مجموعة نقاش مركزة مع ناخبين من أوهايو في العام الماضي إلى أن "الكثير من الناخبين يشعرون أنه يمكنهم رؤيتها وسماعها، لكنهم لا يعتقدون أن بإمكانهم أن يشعروا بالترابط معها أو مسها. حسب تعبيرهم، تعتبر نائية وبعيدة". ويضيف: "سواء كان ذلك في صوتها، أو في طريقتها، أو في موقفها أو لغتها - هناك فجوة".
من بين جيل الألفية الذين أعرفهم، أقراني الليبراليين، الذين يقدمون الدعم لهيلاري في كثير من الأحيان بشكل لا يشبه شيئا، يحلو لي أن أسميه ائتلاف المترددين. صديقاتي الطموحات والذكيات يقلن إنهن يحلمن برؤية رئيسة، لكنهن يشعرن بالذهول من الهجمات القائمة على التحيز الجنسي على حملة هيلاري. لكن رغم معظم الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي، فإن هذه الانتخابات لم تستطيع أن تستثير استجابة أكثر من كلمة "عادي" عن ترشيحها.
قالت لي إحدى صديقاتي أخيرا إن التصويت لهيلاري في تشرين الثاني (نوفمبر) يتطلب منها تجاوز بعض مشاعر النفور، إلى هذه الدرجة بلغ بها الاشمئزاز من هالة هيلاري التي تفضل الوجود في السلطة على المبادئ. ويشير آخرون إلى الغثيان حول حمائميتها تجاه مصالح الشركات، واستخدامها لخادم بريد إلكتروني خاص بها، وتواطئها الواضح في فضح عشيقات بيل كلينتون - وهو الموقف الذي يثير الغضب أكثر في حقبة ما بعد كوسبي.
بين النساء من جيل أمي، الموقف تجاه هيلاري يمكن أن يكون حتى أكثر وضوحا، بما في ذلك الانتقاد الذي يصعب توجيهه لو كانت هيلاري رجلا. تقول امرأة - وهي أكاديمية مشهورة ومعاصرة لهيلاري - نصف مازحة، إنها لا يمكن أبدا أن تصوت لمصلحة أي شخص يرتدي ملابس بلون الشمبانيا.
شابة أخرى، محامية، تعترف بأنها تخشى من أن كراهيتها لهيلاري قد تشكلت بطريقة أو بأخرى بسبب مظهر هيلاري، أو التمييز على أساس الجنس المتأصل في المجتمع. وتسأل: "هل أنا فقط أكرهها بهذا القدر لأنني استوعبت كراهية المجتمع للمرأة القوية لهذه الدرجة؟ باعتبار أنني امرأة قوية نسبيا، أجد أن سلوكها يثير عدم الارتياح".
في حين يبدو من الحتمي أن أول مرشحة صالحة للرئاسة ينبغي لها التعامل مع الانتقادات لمظهرها ولطريقة تقديمها لنفسها وسلوكياتها - متلازمة مألوفة للنساء السياسيات في جميع أنحاء العالم – إلا أن لديها تحدى حاد بشكل خاص ولد من سنوات عملها الطويلة في القطاع العام في ظل زوجها. إذا كان باراك أوباما، الوافد الجديد نسبيا إلى الساحة الوطنية في ذلك الوقت من انتخابات عام 2008، كان قطعة قماش بيضاء لطلاء تطلعات مرتبطة بانتخاب أول رئيس أسود للبلاد، هيلاري لها علاقة بشكل ملحوظ أكثر تعقيدا بعباءتها "الأولى".
مثل معظم أول عضوات الكونجرس الأمريكي اللاتي تولين مناصبهم بعد وفاة أزواجهن في الكونجرس، حياة هيلاري السياسية، بخيرها وشرها، ربطها الناس بشكل وثيق بحياة زوجها السياسية.
وبما أن توليها المنصب العام انطلق بعد قرارها البقاء مع زوجها، على الرغم من خياناته ومحاولة عزله، إلا أنها أسهمت في انطباع لدى بعض النساء بأنها تتمسك بالوقوف إلى جانبه إلى حد كبير لتحقيق تقدمها الشخصي. بالنسبة لجيل الألفية من الإناث، اللواتي يدرسن الآن في الجامعة بأعداد أكبر من أقرانهن الذكور ولا يرين سوى فجوة ضئيلة في الأجور للعقد الأول في مكان العمل، التنازلات التي قدمتها هيلاري من الصعب أن تفهمها النساء اللواتي عشن فعلا خلال تلك الفترة، هذا ما تعتقده دانيال ألان، الأستاذة والمنظرة السياسية في جامعة هارفارد. تقول ألان: "كانت هناك ضرورات سياسية واجتماعية لعبت دورا في الثمانينيات والتسعينيات وجعلت هيلاري تتعاطف مع النساء «من بنات جيلها».
وتضيف أنه بالنسبة للنساء الأصغر سنا، أسباب هيلاري للبقاء مع زوجها تبدو "مبهمة". وهناك أيضا إجماع متزايد بين الناخبات - ثلاثة أرباعهن في الواقع، وفقا لمركز بيو للأبحاث - أنهن سوف يرين رئيسة في حياتهن. مع هذا اليقين، لماذا يقفن إلى جانب الشخص الخطأ؟ ويقول دان كوكس، مدير الأبحاث في معهد بابلك ريليجن للبحوث، الذي درس هذه المسألة: "بالنسبة لكثير من النساء، أعتقد أن هيلاري لا تمثل الفرصة الوحيدة أو حتى أفضل فرصة لانتخاب رئيسة". ويضيف: "أعتقد بالنسبة لكثير من الشابات بيرني ساندرز قدم قضية أكثر فاعلية تبين أن النظام منحرف (...) الفكرة التي تقول لك أن تذهب إلى الجامعة، وإذا كنت تعمل بجد يمكنك الحصول على وظيفة، هذه فكرة لم تتحقق للشابات".
في وقت سابق من هذا العام مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية السابقة، أعلنت أن هناك "مكانا خاصا في الجحيم للنساء اللواتي لا يساعدن بعضهن بعضا". لكن بالنسبة للشابات مثل جوليا شارب ليفاين، المؤيدة لساندرز والبالغة من العمر 24 عاما والناشطة النسوية من نيويورك، هذه الحجج التي تتعلق بالموجة الثانية يبدو أنه قد عفا عليها الزمن. وهي تروي لي أنها، وكثير من صديقاتها، تأثرن بصعود الـ intersectionality، وهي سلالة جديدة من الحركة النسائية التي تأخذ في الحسبان الدور المتداخل للطبقة والعرق والجنس التي لم يعالجها مجتمع المرأة. دافعت هيلاري عن هذا التقاطع المتعدد علنا، لكن خلال قيامها بذلك واجهت تهما بالانتهازية. قالت لي شارب ليفاين: "هل الأشياء [في عهد هيلاري] ستسير على نحو أفضل بالنسبة للنساء اللواتي حرمن مرارا بسبب العنصرية وكراهية الأجانب والطبقية؟ أنا لا أعتقد ذلك (...) ربما الأمور ستتحسن لمصلحة البيض ذوي الأفضلية. اعتقد أن الكثير من القضايا التي نعتبرها من القضايا الأساسية التي تقوم عليها الحركة النسوية تفيد بشكل غير متناسب النساء البيض".
وفي حين أن هناك حجة تقول إن الستار الزجاجي الذي تتصوره هيلاري هو في حد ذاته متجذر في التمييز على أساس الجنس، الحجة المضادة هي أن هيلاري نفسها هي التي أقامته - كآلية دفاع بعد سنوات من الفضائح والاتهامات وتدقيق الصحافة، ولكن أيضا باعتبارها وسيلة لجعلها أكثر قبولا للناخبين على نطاق أوسع.
عندما قدم برنامج "اليوم" للمشاهدين هيلاري في عام 1992، خلال أول انتخابات رئاسية لزوجها، تميز ذلك بمزيج من المقاطع الصوتية للناخبين الذين يصفونها بأنها نشطة جدا وطموحة. قال أحد المقاطع الصوتية: "إصرارها وتأكيدها لنفسها يجعل بعض الناخبين يشعرون بعدم الارتياح".
قبل ذلك بشهر كانت قد اشتهرت بأنها أثارت استياء الزوجات والأمهات الأمريكيات اللواتي يبقين في المنزل، بينما كانت تحاول الدفاع عن قرارها الحفاظ على حياتها المهنية القانونية خلال فترة تولي زوجها منصب حاكم ولاية أركنسو. قالت هيلاري في ذلك الوقت: "أعتقد أنه لا يمكنني البقاء في المنزل وخبز الكعك وتناول الشاي، ولكن ما قررت القيام به هو الاستمرار في أداء مهنتي". أمضت الأشهر اللاحقة من الحملة - ومعظم الوقت خلال الفترتين الرئاسيتين لزوجها – وهي تتراجع عن التعليقات وفي وقت لاحق وافقت على "خبز الكعك" مع السيدة الأولى بعد ذلك، باربارة بوش.
في الآونة الأخيرة، أشار الممثل الكوميدي الأمريكي، جون ستيوارت، إلى أن هيلاري كما يبدو تتوقف قليلا قبل إعطاء جواب محسوب سياسيا تماما - بعد تأخير دام سبع ثواني بدا فيه الأمر وكأن هناك هيلاري مختلفة كامنة تحتها، وربما شخص آخر يسخر من هيلاري في مقابلة 1979. أو واحد مثل الطالبة في كلية ويلزلي التي كتبت بشكل ساخر كلمات الشكر التي وجهتها في مقدمة أطروحتها في السنة الأخيرة قائلة: "على الرغم من أنني لا أجد 'زوجة محبة' لأشكرها على رعاية الأطفال حين كنت أكتب رسالتي، لدي العديد من الأصدقاء والمعلمين الذين ساهموا في عملية كتابتي للأطروحة".
الناخبون يجفلون من هذه النسخة الخبيثة وغير الموزونة من هيلاري، النسخة الساخرة التي تتعرض للسخرية منذ سنوات على أنها الشرطة النسوية. إلا أن المفارقة الكبيرة هي أنه في هذه الانتخابات، أكثر من أي مرشح آخر، هيلاري هذه الصريحة والحادة اللسان قد تكون بالضبط ذلك النوع من المرشحين الذي يرغب فيه الناخبون الشباب - وربما تعتبر الشخص الذي يملك أفضل فرصة للقضاء على ترامب في المناظرات المقبلة.
قبل بضعة أسابيع، أرسلت عبر البريد الإلكتروني رسالة إلى صديقة، متشككة قوية بهيلاري تبلغ من العمر 25 عاما ومؤيدة لساندرز، مقطعا لمقابلة مع هيلاري قبل نحو أربعة عقود مع التلفزيون العام في أركنسو. لقد أحبته. وأرسلت لي ردا على الفور تقول فيه: "أنا أحب أنها كررت مرارا، بأدب وعلى ما يبدو بصدق، عبارة دع الكارهين يكرهون ذلك - أنا لا أزال أعمل في وظيفتي التي أعتز بها وأبقيت على اسم عائلتي قبل الزواج حتى لو كان 1979".
في مرحل معينة من الحملة، بدت هيلاري وموظفوها غير متأكدين من كيفية التعامل مع رمزية موقفها التاريخي الفريد. عندما اتهم ترامب قبل بضعة أسابيع هيلاري بلعب "بطاقة المرأة"، ردت حملتها على ذلك من خلال إنتاج الآلاف من "بطاقات المرأة" لتذاكر مترو الأنفاق لأنصارها، وإضافة خط حول بطاقة المرأة في خطاب سياسي لها. في لحظات أخرى، يبدو أنهم يشعرون بالقلق من محاولة لعب هيلاري دورا أكبر بين الجنسين خوفا من تنفير النصف الآخر من سكان الولايات المتحدة. وأوضحت هيلاري أخيرا في مقابلة مع "نيويورك مجازين": "في نهاية المطاف، كوني أول امرأة تتولى الرئاسة يمكن أن يفيدني بدرجة محدودة فقط". وقالت: "ما الذي فعلته والذي يمكن فعلا أن يحقق نتائج إيجابية في حياة أي شخص؟". ادعت أن هذا سيكون هو أهم سؤال بالنسبة إليها.
لكن يحسن بحملتها أن تنظر إلى جنسها على أنه سلاح محتمل، تماما مثل الجرأة والخفة التي يبدو أنها كامنة في مكان ما تحت السطح، والتي برزت فوق السطح بعد أن أعلنت أنها هي التي فازت بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة.
في 1979 قالت هيلاري رودهام: "لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياته استنادا إلى الصورة التي في ذهن شخص آخر عن الحياة التي يمكن أن يكون عليها".