ويعد اليوم، ثالث عيد من أعياد الفطر، استقبلها اليمنيون في زمن الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، حيث تدهور حياة الملايين من المواطنين إلى حد ظهر معه شبح المجاعة، في حين أن ما يقارب 80 بالمائة من المواطنين، بحاجة إلى نوع من المساعدات، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، وتفاقم الوضع الإنساني، مع الحصار الذي تعانيه مناطق سيطرة مليشيا الحوثي والقوات المتحالفة معها من الموالين لعلي عبد الله صالح، فيما تعاني المناطق الأخرى، من هشاشة حضور الدولة وانهيار الخدمات وغيرها من أوجه المعاناة.
ويضيف جمال (موظف حكومي) لا يخفى على أحد أن الجميع يعاني بسبب آثار الحرب على كافة المجالات، لكن بالنسبة لنا كموظفين حكوميين هذا هو العيد الأول الذي نستقبله بلا مرتبات، وهذا يعني الكثير جداً، وأن العيد بالنسبة لنا مناسبة مُحرجة تثير الأوجاع التي نكتوي بها منذ ما يقارب تسعة شهور".
وحتى يوم الجمعة الماضي، كان الموظفون الحكوميون في صنعاء ومحيطها من المحافظات شمالي البلاد، معلقين بشائعات عن احتمال صرف مرتب إلى جانب "البطائق التموينية"، التي جرى تفعيلها مؤخراً كأحد الحلول المقدمة من حكومة الانقلابيين، وبدأ اليأس يدب إلى قلوب الموظفين في الـ48 ساعة الأخيرة، قبل دخول عيد الفطر.
وعلى الرغم من أن الحكومة الشرعية أعلنت عن تسليم المرتبات في المراكز التي تسيطر عليها جنوباً وشرقاً ووسطاً، وأبرزها عدن وحضرموت ومأرب، إلا أن الغالبية من الموظفين اليمنيين البالغ عددهم ما يقارب 1.2 مليون موظف، يتركز حضورهم في مناطق سيطرة الحوثيين وصالح، باعتبارها تضم العاصمة صنعاء ومناطق الكثافة السكانية عموماً.
في عيد الفطر الثالث، وسط الحرب، التي عمت آثارها أغلب محافظات البلاد، لم يعد الاحتفاء سوى مسألة رمزية في الغالب، حيث إن أوضاع المواطنين ساءت عموماً وفقد الكثير منهم مصالحهم ووظائفهم في القطاعين العام والخاص، جراء الدمار والأضرار التي لحقت بالاقتصاد شبه المنهار وتعطل أو تضرر مئات إلى آلاف المؤسسات الخاصة والعامة التي تضرر العاملون فيها إلى حد كبير.
ويقول محمد 33 عاماً، مدير عام في إحدى المؤسسات الحكومية بصنعاء لـ"العربي الجديد"، إن "جميع الزيارات العيدية المعتادة سنوياً خارج العاصمة، شبه ملغية، إجبارياً بسبب عدم توفر التكاليف".