للمرة الثالثة خلال اقل من خمسة أعوام يقوم الجيش باستعادة محافظة ابين من تحت سطوة وسيطرة تنظيم القاعدة في لعبة اشبه بمطاردة الفأر والقط.
ابين المحافظة التي ينتمي لها الرئيس هادي وكبار قيادات الجيش والدولة كانت دوما بوابة للصراع بين القوى المختلفة وإحدى بؤر التنفيس عن الصراعات.
تستمر المحافظة وسكانها في دفع فواتير غياب الدولة عاليا من دماء أبنائها ومن بنيتها التحتية التي ما تلبث ان تبدأ في التنفس حتى تعود اليها رائحة البارود والسنة النيران من جديد.
ابين القريبة من السلطة البعيدة عن الاستقرار عرفت الجماعات إرهابية باكرا حين شهدت اول عملية استهداف لسواح أجانب في عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين وتسجيل اول ظهور لتنظيم القاعدة عبر بوابة جيش عدن ابين الإسلامي.
خالد عبد النبي وطارق الفضلي وجلال بلعيدي وعشرات الأسماء الأخرى التي ارتبطت بشكل أو بآخر بالسلطة والأجهزة الأمنية للنظام السابق في عهد الرئيس المخلوع وتبوأت في الوقت ذاته مناصبا قيادية في التنظيم الإرهابي في أبين.
تاريخ طويل من توظيف الناس في ابين في عملية الصراع السياسي لم تنتهي في تسليم المحافظة لتنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية لأكثر من ثلاث مرات وتصويرها كحاضنة شعبية للتنظيمات الإرهابية وهو ما جعلها احدى مناطق تجمع العناصر الإرهابية ومن ثم استهدافهم من قبل الطائرات الامريكية والحرب الدولية على الإرهاب التي سقط خلالها العديد من الأبرياء والضحايا المدنيين.
استعادة ابين من بؤرة العنف والتطرف تحتاج أولا عودة الدولة اليمنية واستعادة الشرعية ووجود استراتيجية واضحة للقضاء على الإرهاب وليس البحث عن نصر مؤقت ومن ثم العودة من جديد لنفس مربع الازمة.