تفتح الطفلة اليمنية شيماء (7 أعوام) ذراعيها وسط شارع جمال في مدينة تعز اليمنية، وترقص على وقع الأناشيد الوطنية والثورية، وهي تبتسم بفرح بعد أن لبست الزي الشعبي الخاص بالمدينة، وكأنه هذا هو عيدها الأول والأخير وليس الذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير الشبابية.
صديقات شيماء حملن الأعلام الوطنية وخرجن إلى المكان، رغم كل ما يحدث في المدينة من حرب وحصار، ليس ذلك فحسب بل عمد الأطفال إلى وضع المشاقر على رؤوسهن، وهو نوع معين من الزهور معروف في المدينة تفوحُ رائحته على بعد معين، ويرمز إلى قيم الحب والجمال الذي عرفت به حالمة التعزيين.
حضور الأطفال، إضافة إلى سلسلة من الفقرات الفنية والوصلات الغنائية التي لحنها الشباب وبينهم المنشد طارق فؤاد البناء، كان إضافة مختلفة للاحتفال بذكرى الثورة في المدينة، وهو ما لم يتوقعه أحد أن يحدث في تعز لهذا العام.
وتنفرد تعز كعادتها بمظاهر الجمال في أي مناسبة، فهي منطلق الحلم بالثورة، ويبدو أن أطفالها كبروا قبل أوانهم، بل وأصبحوا يقتنصون الفرح في المناسبات السياسية، بعد أن أغلقت الحدائق في المدينة في وجوههم ومعها المدارس وشوارع الأحياء التي كانوا يرسمون أحلامهم فيها.
عشية عيد فبراير، قام الشباب بإيقاد شعلة رمزية بعيد الثورة في أحد شوارع تعز، وذات الأمر حدث في مدينة مأرب وبقية المحافظات اليمنية التي احتفت بالمناسبة على استحياء وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، حيث خرج المئات من النسوة للتذكير بالمناسبة.