يطلق ناشطون وصحفيون وحقوقيون اليوم الجمعة حملة دولية تضامنًا مع زملائهم الصحفيين المختطفين من قبل مسلحي مليشيا الحوثي والمخلوع.
وتأتي الحملة تحت عنوان "أنقذوا الصحفيين اليمنيين"، بالتعاون مع مراكز إعلامية يمنية، ومنظمات حقوقية، ومبادرات شبابية، وبالتنسيق مع نقابة الصحفيين اليمنيين.
وتهدف الحملة بحسب منظميها، إلى "تجديد الدعوة للحوثيين وحلفائهم إلى سرعة الإفراج عن الصحفيين المختطفين"، وكذلك "دعوة الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية، للعمل على سرعة الإفراج عن الـ 14 صحفيا مختطفا من قبل الحوثيين منذ أكثر من عام".
وأعلنت الحملة اليوم عن غرفة عمليات ستدير فعاليات الحملة وتكون ناطقة باسمها في أربع دول، هي سويسرا، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والسعودية، إضافة لمتحدثين في محافظتي "مأرب" و"عدن" اليمنيتين.
وقال "نبيل الأسيدي"، عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين، وعضو غرفة عمليات الحملة، والناطق الرسمي باسمها في "سويسرا"، إن هدف الحملة هو "التأكيد على أن هؤلاء صحفيين تم خطفهم أثناء ممارسة عملهم في صنعاء"، و"للمطالبة بالإفراج الفوري عنهم".
وأكد الأسيدي، أن الحملة تأتي "لرفض كل التبريرات الحوثية لسجن الصحفيين، وإحالتهم للنيابة والتحقيقات التي تمت تحت التعذيب من جهة غير ذات صفة قانونية"، وكذلك "مطالبة الأمم المتحدة ومبعوثها بالضغط على الحوثيين لإطلاقهم".
ودعا الأسيدي الصحفيين والحقوقيين والناشطين ومختلف المنظمات في أنحاء العالم "للتضامن مع الصحفيين المختطفين ومع الحملة لإيصال صوتها".
بدوره، يرى الصحفي "يحيى الأحمدي" أن "الحملة هي آخر ما يمكن فعله، وهي الأمل الوحيد في تحرير عدد من الصحفيين والإعلاميين الذين اختطفتهم المليشيات الإنقلابية المسلحة وقوات الرئيس المخلوع.
وأضاف "الأحمدي" لوكالة الأناضول، أن "الحملة تأخرت كثيرا، وهي أشبه بهبة إعلامية نأمل أن تشكل ضغطًا مباشرًا يفضي إلى سرعة الإفراج عن الزملاء المختطفين دون قيد أو شرط"، متمنياً "أن تصل هذه الرسالة إلى الدول الراعية للمفاوضات والحقوقيين وكل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان للضغط على الانقلابيين وحشد الرأي العالمي لتحقيق ذلك".
وشهدت الصحافة اليمنية، بحسب الأحمدي، "عامًا ونيف، هي الأسوأ في تاريخها وإن نظرة سريعة على خلاصة التقارير الحقوقية في عام 2015 م فقط تكشف عن تسجيل ما يزيد عن 530 حالة اعتداء طالت الصحفيين في العاصمة وبقية المحافظات، توزعت بين القتل والخطف والمداهمات والتهديدات والملاحقات، فضلا عن حجب المواقع واقتحام المؤسسات الإعلامية ونهبها".
وتأتي الحملة بعد سلسلة جهود وأنشطة وفعاليات تضامنية أقيمت العام المنصرم، والذي كان عاماً أسوداً على الصحافة اليمنية، بحسب "حسين الصوفي"، رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)، وأحد القائمين على الحملة.
وأشار "الصوفي"، إلى أن الحملة "ستنطلق في تظاهرة الكترونية موسعة في التاسعة من مساء اليوم الجمعة، ثم تشمل وقفات في عواصم بعض الدول".
وتابع الصوفي: "ستشمل الحملة، مخاطبات للمنظمات المهتمة من أجل استكمال الضغط وإعادة الاعتبار لبياناتها أولاً، وللصحفي اليمني ثانيًا، وتوجيه الخطاب المباشر لولد الشيخ (المبعوث الأممي) بضرورة الإفراج عن المختطفين والتعامل معهم كقضية إنسانية بحتة".
ويقول "منصور الفقيه"، الناشط الحقوقي، وأحد منظمي الحملة، إن الحملة ستتضمن "وقفات وأنشطة احتجاجية وتضامنية، ورسائل وبيانات رسمية ونقابية تندد بتعذيب واختطاف الصحفيين".
كما تشمل الحملة بحسب "الفقيه" "مظاهرة الكترونية واسعة بأكثر من لغة، وعلى كافة وسائل التواصل الاجتماعي"، متوقعاً "أن تنتج الحملة تضامنًا إعلاميًا وحقوقيًا دوليًا واسعًا، وأن توصل الرسالة إلى منظمة الأمم المتحدة، وأن تضغط في سبيل إطلاق الصحفيين وتشكيل لجنة للوقوف على حالات تعذيبهم وتعويضهم".
ويختطف الحوثيون، 14 صحفياً منذ اكثر من عام، بدأ 10 منهم إضراباَ عن الطعام في التاسع من مايو الماضي، ونقلوا بعدها بأسبوعين إلى جهة مجهولة ولم يتمكن أهلهم من زيارتهم منذ ذلك الحين.