وبسبب الحادثة، دخلت اليمن دائرة الاهتمام الأمريكي والحرب على ما يسمى الارهاب. وجرى اعتقال البدوي من قبل أجهزة الأمن اليمنية أكثر من مرة.
وفي سبتمبر 2004، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكما بإعدامه إلى جانب خمسة آخرين، ثم جرى تخفيف الحكم ضده في وقت لاحق إلى السجن 15 عاما، واعتبر محامو الدفاع أن الحكم كان استجابة لضغوط أميركية.
وفي فبراير 2006، تمكن البدوي، ضمن مجموعة مكونة من 23 سجينا في الأمن السياسي بصنعاء، من الهروب عبر نفق أرضي حفروه بأيديهم.
وأثارت الحادثة لغطا كبيرا واتهامات للسلطات الأمنية بتسهيل عملية الهروب.
عاد البدوي وسلم نفسه للسلطات الحكومية في منتصف أكتوبر 2007، مقابل وعود بعدم سجنه، وتعهد له الرئيس السابق صالح شفويا بإصدار قرار عفو بحقه.
ورغم إطلاق سراح البدوي فور استسلامه، إلا أنه ظل قيد الإقامة الجبرية بمنزله في مدينة عدن، لكن هذا الأمر أثار حفيظة الولايات المتحدة، التي كانت عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وسبق لأسرته ان اشتكت من تدهور حالته الصحية في سجن الأمن السياسي جراء إضرابه المفتوح عن الطعام احتجاجا على نكوص السلطات عن تعهداتها بإطلاق سراحه.
وكشفت الأسرة بأن السلطات الحكومية سمحت له بمقابلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ووعد بالإفـراج عنه.
وظل ملف الحرب على الارهاب مفتوحا بين نظام صالح وواشنطن وخاضعا للعرض والطلب والضغوطات والرسائل المتبادلة.
الضغوط الأميركية على الحكومة اليمنية دفعت الأخيرة إلى اعتقاله مجددا، حيث ظل في سجن الأمن السياسي في عام 2010، ولم تسجل له أنشطة علنية في السنوات الأخيرة.
ويعد جمال محمد أحمد علي البدوي، من مواليد عام 1964 في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، وهو من أبرز المطلوبين اليمنيين للولايات المتحدة الأميركية على خلفية تفجير المدمرة الأميركية "كول".
وقع الهجوم الانتحاري بقارب ضد الناقلة العسكرية الأميركية بينما كانت ترسو في ميناء عدن، بغرض التزود بالوقود، وأحدث فتحة بطول 12 مترا، ونتج عنه مقتل 17 بحارا أميركيا وإصابة 39 آخرين بجروح.
قدمت واشنطن مكافأة تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار، وفق القائمة المعلنة في عام 2014، لمن يدلي بمعلومات تقود إليه، وتتهمه أميركا بـ"القتل والتآمر لقتل مواطنين أميركيين وأفراد عسكريين أميركيين؛ والتآمر لاستخدام أسلحة دمار شامل، والقيام باستخدامها فعلا، وإلحاق الضرر بممتلكات حكومية ومنشآت دفاع وتدميرها؛ وتوفير دعم مادي لمنظمات إرهابية".
وبحسب مصادر محلية وصحفية، فقد قتل جمال البدوي اليوم بينما كان على متن سيارة استهدفتها طائرة أميركية بدون طيار، في مأرب، من دون أن ترد على الفور تفاصيل إضافية.
كما لم يصدر تأكيد فوري من تنظيم "القاعدة" بشأن مقتله أو من جانب الادارة الأمريكية حتى اللحظة.