تظاهر عشرات النازحين اليمنيين في مقر السفارة اليمنية بمقديشو احتجاجا على تدهور أوضاعهم المعيشية.
وتعيش أكثر من مائة وعشرين عائلة يمنية دفعتها الحرب للهرب الى الصومال في مخيم متواضع بمقديشو تنعدم فيه مقومات الحياة من غذاء ودواء ومياه صالحة للشرب والكهرباء.
وحسب مسؤولين في السفارة اليمنية، فإن الأمم المتحدة زارت مخيم اللاجئين اليمنيين في مقديشو وأطلقت وعودا بتوفير الاحتياجات اللازمة لهم لكن دون جدوى.
وتشير التقديرات إلى وجود ما يقارب أربعة الاف يمني نازح موزعين على مخيمات في شمال ووسط وجنوب الصومال.
وتقول اللاجئة فائزة أحمد حسن إن الجوع ينهش أجساد اللاجئين اليمنيين بمقديشو، والأمراض أنهكت عددا من الأطفال دون أن يحصلوا على إسعاف أو خدمات طبية، وهم لا يستطيعون نقل المرضى إلى المستشفيات لعدم قدرتهم على تحمل نفقات العلاج.
وبحسب تقرير أورده موقع الجزيرة نت، يقول "يعاني نحو 120 عائلة يمنية (550 فردا تقريبا) دفعتهم الحرب الطاحنة في بلادهم إلى الفرار واللجوء إلى العاصمة الصومالية مقديشو من أوضاع إنسانية صعبة، حيث يعيشون في مخيم متواضع نُصب في مقر السفارة اليمنية بمقديشو تنعدم فيه مقومات الحياة من غذاء ودواء ومياه صالحة للشرب والكهرباء، مما دفعهم إلى التظاهر الاثنين الماضي لإظهار معاناتهم علها تجد آذانا مصغية".
فتحية محمد صالح لاجئة يمنية من محافظة عدن وأم لأسرة مكونة من عشرة أفراد، تحدثت للجزيرة نت وهي جالسة داخل خيمتها المتهالكة التي أوشكت على السقوط ولا تقي حتى أشعة الشمس لكثرة الشقوق فيها، ناهيك عن المطر الذي يغرقها في حال هطوله مع من فيها وما فيها من أمتعة وأغراض صغيرة، حسب تعبيرها.
وتشتكي فتحية من صعوبة الحصول على لقمة العيش والحليب لأطفالها بشكل مستمر، حيث لا يمكن لهم تناول الطعام إلا مرة واحدة في اليوم إلى جانب أن مياه الشرب مالحة ولا تصلح للشرب، ومع ذلك يتم الحصول عليها بشق الأنفس وبعد تزاحم اللاجئين في طوابير، حاملين معهم عبوات أمام سيارة صهريج تنقل الماء إلى المخيم يوميا.
أما اللاجئة اليمنية فائزة أحمد حسن التي كانت تشارك في تظاهرة احتجاجية في المخيم، فتصف الوضع الذين يعيشون فيه بالأسوأ منذ وصولهم إلى مقديشو قبل نحو عام، وفي أزمة إنسانية حقيقية تتمثل في عدم توفر مساكن مناسبة وغذاء ومياه صالحة للشرب ودواء وتعليم وغيرها.
واتهمت المتحدثة الأمم المتحدة بالتقصير في توفير الحقوق الطبيعية لهم وتلبية احتياجاتهم، رغم أنهم مسجلون لديها، بينما لم تعترف الأمم المتحدة ببعض اليمنيين الفارين من الحرب والموجودين في المخيم بمقديشو كلاجئين.
وتأتي المساعدات القليلة التي يتم تقديمها إلى اللاجئين اليمنيين، وأغلبها مساعدات غذائية، عن طريق جهود فردية من شخصيات وشركات صومالية، بينما تستمر الأمم المتحدة ومنظماتها في تجاهل أوضاعهم -حسب فائزة- مما دفع بعض اللاجئين إلى رفض البقاء في المخيم والعودة إلى اليمن برحلة برية محفوفة بالمخاطر من مقديشو إلى ميناء بوساسو (شمال شرق الصومال)، ومن هناك إلى ميناء مكلا اليمنية.
وفي خضم هذا التجاهل، يحاول بعض اللاجئين البحث عن فرص عمل لتوفير الطعام لأسرهم في المخيم، غير أن قلة المردود المادي المرجو من تلك الفرص والوضع الأمني الخطير في مقديشو لا يسمحان بذلك وفق اللاجئ اليمني فهد عثمان صالح، الذي قال إذا أردنا البحث عن عمل فلا نستطيع أن نتحرك خارج المخيم لصعوبة التفاهم والفرق اللغوي بيننا وبين رجال الأمن الصوماليين.
ورأى صالح في التظاهرة التي نظموها في مخيمهم بالسفارة اليمنية بمقديشو تنبيها ولفت نظر للعالم والحكومة اليمنية إلى الوضع المزري الذي يعيشونه في مخيمات رثة لا تقاوم الحر أو البرد، وفي ظروف إنسانية قاسية لم يتعودوا عليها، وأن استمرارهم في تلك الوضعية دون تحرك عاجل منهما يعني تعرضهم لموت بطيء.
ويطلب المتحدث من الحكومة اليمنية أن تمارس ضغوطا على الأمم المتحدة كي تعاملهم مثل اللاجئين الذين ترعاهم في كثير من بقاع العالم، أو العمل بسرعة على إعادتهم إلى بلدهم أو نقلهم إلى بلد آخر آمن.
وحسب مسؤولين في السفارة اليمنية، فإن الأمم المتحدة زارت مخيم اللاجئين اليمنيين في مقديشو وأطلقت وعودا بتوفير الاحتياجات اللازمة لهم لكن دون جدوى.
وبالرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد اللاجئين اليمنيين في الصومال، فإن بعض التقديرات تشير إلى وجود ما بين ثلاثة وأربعة آلاف يمني يتوزعون في إقليم أرض الصومال (شمال غرب الصومال) وإقليم بونت لاند (شمال شرق الصومال) والعاصمة الصومالية مقديشو.