زيارة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لوفد المجلس السياسي التابع لمليشيا الحوثي زيارة بغداد ودمشق وبيروت وطهران العام الماضي فيما تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز وتطوير التنسيق المتبادل بين ميليشيا الحوثي ونظيراتها من المليشيات التي ترعاها طهران في الدول العربية.
وزارة الخارجية العراقية التي أكدت الزيارة أيضاً أضفت عليها صفة الرسمية، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها أن استقبالها لوفد المليشيا يتماشى مع موقفها الداعم للحوار اليمني، والرافض للتدخل العربي عسكرياً في اليمن، حسب قوله.
فيما كان وزير الخارجية يلتقي الوفد برئاسة يحيى الحوثي، مؤكداً دعم حكومته لما أسماه كل خطوة دستورية وقانونية تحفظ وحدة الصف اليمني، في إشارة الى المجلس السياسي المشكل حديثاً بين مليشيا الحوثي وحليفها المخلوع في صنعاء.
مصادر مقربة من الوفد أكدت أنهم سيقومون بجولة تشمل عدداً من الدول سعياً للحصول على اعتراف بما أسموه "المجلس السياسي الأعلى"، حيث سينتقل الوفد من بغداد إلى بيروت في جولة تقوده أيضاً الى عاصمة المليشيات طهران.
حضور القيادي في الجماعة يحيى الحوثي ورئاسته للوفد، وظهور الوفد خالياً من الشخصيات الممثلة للمخلوع، يشيران الى أن هذه الزيارة لا علاقة لها بالحصول على الدعم للمجلس السياسي، بقدر ما تشير الى مساع لتعزيز الروابط بين مليشيا الحوثي ومثيلاتها في العراق، ولبنان وإيران، وهي الدول التي تحتضن حلفاء جماعة الحوثي وداعميها مالياً وعسكرياً.
توقيت الزيارة عقب اجتماع اللجنة الرباعية ومناقشة خطة كيري للحل ودعوته إيران لإقناع حلفائها في صنعاء بقبول العودة للمسار السياسي، يشير إلى أن المليشيا مازالت مصممة على السير قدما في تنفيذ مشروعها التدميري في اليمن والبحث عن دعم يمكنها من الاستمرار في سرقة الدولة اليمنية وبحثا عن مصادر دعم وتمويل إقليمي مع مشارفة الاقتصاد اليمني على الانهيار.
تأتي هذه الزيارة عقب تصريحات لأكثر من مسؤول إيراني عن مساع لتشكيل ميليشيات محلية في عدد من الدول العربية أو دعمها لتكون فروعاً محلية للحرس الثوري الإيراني، وهو ما يشير الى ان التنسيق بين ميليشيا الحوثي ونظيراتها من المليشيات والجماعات الطائفية في المنطقة قد انتقل الى العلن متخذا صفة الرسمية التي تضفيها على نفسها، ومن خلفها داعموها الطائفيون.