أكد الرئيس عبدربه منصور هادي أن نضالات اليمنين في العاميين الماضيين مثلت انتكاسة كبيرة لمشروع ايران الذي وصفه بالتآمري والتخريبي.
وقال هادي في كلمة له بمناسبة ذكرى الثورة إن الشعب اليمني شب عن الطوق ولم يعد بإمكان الكهنوت تضليله أو إركاعه ، وما بذله الشعب من قوافل شهداء وما سطره خلال عامين متتالين هو دليل كاف على أن الإمامة وهمٌ غير قابل للتكرار.
وأشار الى ان العداء الواضح الذي يبديه الأئمة الجدد(الحوثيين) وحليفهم(صالح) للمشروع الوطني ورفضهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي نصت على الدولة الاتحادية وانقلابهم على مشروع الدستور هو ذات الموقف الذي مارسه إسلافهم من دستور 1948م.
وفيما يلي نص الخطاب:
منذ سنوات مضت ربما تبلغ عقدين من الزمن، لم تشهد البلاد هذا الزخم الشعبي الهادر والاحتفاء الطوعي الكبير بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
نرقب بغبطة واعتزاز احتفاء شعبنا اليمني الثائر منذ أسابيع بالذكرى الرابعة والخمسين للثورة اليمنية سبتمبر المجيدة ، أحد أعظم ثورات التاريخ، ونؤمن أن هذا الزخم والألق الذي حظيت به الذكرى هو ابلغ رسالة شعبية لأعداء الثورة وخائنيها اللئام الذين غدروا بها على حين غرة من الدهر.
في مثل هذا اليوم من العام 1962 شهد العالم ميلاد جمهورية يمنية فتية على انقاض حكم الامامة الذي ظل كابوسا جاثما على اليمن طيلة قرون،ولم تكن كارثة نكبة الإمامة التي ابتليت بها اليمن مقتصرة على مناطق الشمال، بل كانت جنايتها على اليمن الكبير بأكمله وتعدى اذاها الى الجوار وظلت مصدر خراب وتدمير وحروب طيلة وجودها.
واننا حين نتحدث عن التاريخ وبعد أن شاهد شعبنا اليمني صوراً من قبح وبشاعة الامامة في نسختها الحوثية فإننا ندرك جيدا انه لا خلاص لليمن الا بالخلاص من الامامة للأبد، وأنه لن تستقر اليمن مادام في يد الامامة طلقة رصاص أو تحت سطوتها شبر من تراب وطننا الغالي،وإن اليمنيين اليوم صاروا على وعي كامل انه لن تستقر عدن ولن تأمن المهرة ولن تعود صنعاء مادام هناك كهف وساطور وإمام.
لقد ظل المخلوع صالح في سنوات حكمه يزايد بالحديث عن سبتمبر والنظام الجمهوري، لكنه حين رأى نفسه خارج المعادلة سارع لتسليم الجمهورية إلى اعداء سبتمبر وتحالف معهم وسلم البلاد لأدوات ايران في اليمن ومرتزقتها ، وهاهو اليوم مكشوفا ذليلا خائنا في نظر شعبنا وسيضيفه التاريخ في سجلات الخائنين .
لقد شب شعبنا اليمني عن الطوق ولم يعد بإمكان الكهنوت والعكفة تضليله او إركاعه ، فالكهنوت لن يعود ، وما بذله شعبنا الكريم من قوافل شهداء وما سطره من صفحات مجد وبطولة خلال عامين متتالين هو دليل كاف على ان الامامة وهم غير قابل للتكرار ،وأن الماضي لن يعود .. فطبيعة الحياة وسنة الكون تأبى عودة أهل الكهف .. ليحكمو حياتنا ، وان المشروع الإيراني الطائفي لا مكان له بين اليمنيين الأحرار ، بل لقد مثل نضال الأبطال اليمنين في العاميين الماضيين انتكاسة كبيرة لذلك المشروع التآمري التخريبي الذي يستهدف المنطقة كلها ، والذي اكتشفناه مبكراً وجاهرنا العالم به في كل المحافل الدولية ، وأظهرنا للعالم اجمع مستمسكاته القذرة من سفن محملة بالسلاح والبارود الى مدربين ومصانع.
ولسوء حظهم ولغبائهم .. لم يدرك الحوثيون وهم يسعون لعودة الماضي البغيض أن الفارق مختلف جدا وأننا اليوم نعيش عصر الفضاء المفتوح والوعي ولأنهم لم يقرأوا حركة التاريخ ومتغيراته فقد انطلقوا من كهوف أسلافهم بنفس الأدوات والمنهج والشعارات، في واقع مختلف جدا عن واقع اسلافهم.
ان العداء الواضح الذي يبديه الأئمة الجدد وحليفهم للمشروع الوطني ورفضهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي نصت على الدولة الاتحادية وانقلابهم على مشروع الدستور، هو ذات الموقف الذي مارسه اسلافهم من دستور 48م اذ ان بين الامامة والدولة والعدالة عداء وتنافر مما تجد نفسها غير قادرة على البقاء الا في ظل الفوضى وغياب الدولة وسلطة الفرد وتحكمه بالسلطات.
إننا ونحن نقف أمام ثورة سبتمبر الغراء في عيدها الرابع والخمسين نتذكر أننا في حالة مستمرة للدفاع عن الجمهورية وأهدافها العظيمة من أعدائها ، كما أننا نتذكر في ذكرى سبتمبر أن أغلب فصول حركة النضال الوطني والتحرير انطلقت من مدينة عدن الباسلة التي ظلت منارة وعي وشعلة ثورة وبوصلة توجه اليمن نحو النور والخير والريادة.
إن من الواجب اليوم ونحن نتذكر هذه الثورة العظيمة أن نقف تحية وإجلالا وأن تنحني الهامات احتراما للأبطال الميامين من شهداء جمهورية مصر العربية الذين سالت دماؤهم على جبال واودية اليمن, وهو ذات الموقف الخالد والمقدس الذي سطره أشقاؤنا في دول التحالف اليوم وهم يعمدون وحدة الجسد العربي بدماء أزكى واطهر شبابهم وأبطالهم وفي المقدمة منهم أخوة المصير والتاريخ والعروبة والدين الأبطال من ضباط وجنود المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر وكل أبطال دول التحالف العربي سائلين الله الرحمة والمغفرة للشهداء العظام والجرحى الميامين الشفاء وللمرابطين النصر والتمكين.
المجد والخلود لشهداء ثورة سبتمبر المجيدة .. وشهداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر الظافرة ... وشهداء ثورة التغيير ..الخلود لشهدائنا الأبرار الذين يرتقون اليوم دفاعا عن وطنهم ومكاسبهم واحلامهم..
السلام على ارواح شهداءنا في كل مراحل ومحطات النضال والعطاء الذين بذلوا ارواحهم في الدفاع عن حياض الوطن في ميادين الشرف والبطولة مع اعداء الكرامة والحرية والجمهورية والديمقراطية والمعرفة والانسانية.
نجدد العهد لشعبنا اليمني أننا سنمضي بعزم وإباء نحو النصر ولا شي غيره ، نحو تحقيق ما تبقى من الأهداف الستة العظيمة لثورة سبتمبر ومعنا كل أبناء شعبنا واشقاءنا الكرام، لاعلاء قيم الجمهورية ،قيم العدالة والمساواة والمواطنة والمعرفة والتنوير ، حتى تحقيق النصر والحياة الكريمة لليمنيين .
وكل عام وشعبنا اليمني بخير.