أحمد الزرقة _ قناة بلقيس:
الطريق الى السلام في اليمن يبدو أكثر مشقة ووعورة من طرق الحرب المفتوحة على مصراعيها منذ أكثر من عام مضى.
ليس اليمنيين وحدهم من يريدون انتهاء الحرب ووقف نزيف الدماء على الأرض فقد احتشد عدد كبير من المسئولين الغربيين في الرياض لإجراء مشاورات مكثفة مع الحكومة والجانب السعودي بحثا عن سلام فقدوه في اليمن.
مسقط هي الأخرى تحولت لقبلة أخرى للباحثين عن حل للمشكلة اليمنية، واستضافت العشرات من اللقاءات السرية مع مليشيا الحوثي بحثا عن مخرج لا ينهي خطر المليشيا بل يعيد صياغة التحالفات بعد اضعاف جميع الأطراف بحيث تتساوى في الهشاشة.
الهدنة التي أعلنت الأمم المتحدة عن موعدها يفترض ان تدخل حيز التنفيذ خلال الساعات القليلة المقبلة، ليست هي الأولى فقد سبقتها خمس دعوات للهدنة استبقت جولات المفاوضات السابقة في جنيف وبرن السويسريتين.
وكمن يتوقع فشل الهدنة حرصت الأمم المتحدة على دعوة كافة الأطراف اليمنية الى ضرورة الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية.
خطوات إجرائية اتخذتها كافة الأطراف قبل الوصول الى موعد العاشر من ابريل تمثلت في قيام المبعوث الاممي بإعداد مسودة للاتفاق قامت الأطراف المعنية بإبداء ملاحظاتها عليها وإعادة ارسالها، وتم تشكيل فريقين فنيين يمثلان الحكومة والمليشيا لمراقبة وقف إطلاق النار.
الخطوة الأكثر أهمية بحسب مراقبين كانت متعلقة بالتقارب الحوثي السعودي وإعلان التوصل لاتفاق تهدئة في المناطق الحدودية وارسال وفد حوثي للمملكة.
نظريا تكاد الأمور تبدو تحت السيطرة فجميع الأطراف متحمسة للذهاب لمشاورات الكويت لكن الوضع على الأرض لا يطمئن فما زال التصعيد مستمر على كافة الجبهات مع تراجع نسبي لعمليات التحالف على الأرض.
تبقى التحديات الإنسانية هي الحاضر الغائب عن المشهد فعشرات التقارير الدولية عن تدهور الوضع الإنساني في اليمن ودخول غالبية عدد السكان تحت خط الفقر لم يشفع لهم بجعل العالم يلتفت بشكل أكثر جدي لإنهاء معاناتهم واعتبار اليمن بلدا منكوبا يحتاج لما هو اكثر من مجرد بيانات وتصريحات عن خطورة الوضع فيه.