تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية خصص هذه المرة للحديث عن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، زاوية لطالما ارقت المواطنين في محافظة تعز التي تعرضت كافة مستشفيات المدينة ومرافقها الطبية للقصف وكانت هدفا لنيران المليشيا.
وعلى غير المتوقع لم يتحدث التقرير عن استهداف الحوثيين وحلفائهم للمستشفيات وحصار المدينة المطبق ومنع دخول المعونات الطبية التي قدمتها منظمة اليونيسف او زيارة الوفود الصحية للمدينة المخنوقة من ثلاث جهات من قبل المليشيا.
منظمة العفو في تقريرها الذي نشرته في موقعها باللغة الإنجليزية اتهمت الجيش الوطني بالتضييق على الاطقم الطبية في مدينة تعز وذكر ان القوات المؤيدة للحكومة التي ينتشر مقاتليها بين المدنيين ونصبت دباباتها داخل المرافق الطبية.
الحصار الذي تعرضت مدينة تعز ومازال مفروضا عليها واقفال غالبية مستشفيات المدينة ومنع دخول الادوية والمعدات الطبية اليها من قبل مليشيا الحوثي لم يرقى فيما يبدو لجرائم في نظر منظمة العفو الدولي التي حاولت في تقريرها تصوير الحوثيين على انهم طرف شرعي غير متورط في أي من الهجمات على المدينة والمدنيين.
وفي اول تعليق حكومي على التقرير الذي اغفل مسئولية مليشيا الحوثي والمخلوع عن جرائم استهداف المدنيين وتفجير المنازل وتدمير المدينة باستخدام كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مدى عامين ، قال نائب وزير حقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ ماجد إن التقرير متحيز ويحوي أخطاء في الوقائع. وأضاف أن "قوات المقاومة" ليس لها دبابات في تعز وأن الحوثيين هم من يحاصرون المدينة ويرهبون المدنيين.
تقارير حقوقية لمنظمات دولية وأخرى محلية أفادت بارتكاب المليشيا لجرائم ضد الإنسانية، غير ان تلك التقارير لم تصل فيما يبدو لمنظمة العفو التي مارست في التقرير تظليلا للحقيقة بحسب ناشطين في مدينة تعز.
تتناسى بعض المنظمات الحقوقية حقيقة الجريمة الواقعة في محافظة تعز وتسعى لتبييض جرائم المليشيا بناء على معلومات متجزئة، ورؤية حقيقة الصراع بعين واحدة.
ليست المرة الأولى التي تقوم منظمة العفو الدولية باتهام الجيش والمقاومة بالتضييق على الطواقم الطبية، كما انها تتحاشى دون سبب واضح للاشارة للجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي والمخلوع ضد المرافق الصحية والعاملين فيها وسقوط عاملين صحيين ومسعفين قتلى برصاص قناصة الحوثي.
أسئلة كثيرة وعلامات استفهام عديدة تتعلق بمصداقية التقارير الحقوقية الصادر عن عدد من المنظمات الدولية التي تغفل الجانب الأكثر وحشية من الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي، وتسعى لشيطنة المقاومة على اعتبار ان الطرف الاخر هو الضحية وليس الجلاد.