دفعت الطفولةُ جراء الحرب فاتورةً باهضة، فمنهم من قتل وآخرُ أصيب، فيما يعاني مئات الالاف من الأطفال أوضاعاً صحية ونفسية صعبة.
تشير التقديرات الى أن ألف طفل قتلوا جراء الحرب فيما أصيب ألفٌ وخمسمائة آخرون، وتحول العشرات منهم الى معاقين وحبيسي غرف مغلقة.
وهكذا يمضي مئات الأطفال في عمر الزهور وحيدين ترافقهم عكازاتهم فقط في كل محافظات الجمهورية، يمضون في طريقهم نحو المستقبل، ويجدون صعوبة بالغة في تصور كيف سيكون غدا ؟؟ بعد أن يصبح كل واحداً منهم مسجونا بحاضر العجز.
عندها تبتر الطفولة بعمر مبكر، وتصبح حملا ثقيلا على حاملها تتعدد صور معاناة الأطفال وأوجاعهم
يفقد طفل احدى عينية يتوقف عن الرؤية تماما ويبقى اسيرا بأوجاعه والآلام وطنه، ينتظر أحدهم مثقلا بجراحة مصير اخاه الملقي في سرير غرفة العناية المركزة، ينتظر دوره في الموت او العيش مع عاهة مستدامة او في أحسن الأحوال العيش بندوب تبقى آثارها الكبيرة دهرا على أجسادهم الصغيرة.
مشهد آخر يستمر بالتكرار حين يقدم إلى المستشفيات أطفال تغطيهم دمائهم، وتشهد العابهم التي رفضوا التخلي عنها وهم يصارعون الحياة، على براءة منتهكة، وجراح ستنمو معهم حين يكبرون
تقول آخر الاحصائيات أن عدد الجرحى من الأطفال في محافظة تعز بلغ سبعمائة وستة وتسعين جريح وما يزال في ارتفاع ملحوظ مع تواصل القصف العشوائي على مساكنهم وحتى على أماكن لعبهم
في الواقع يعتبر ذلك عددا مهول من أطفال تعز لوحدها وكذلك هو الحال في بقية محافظات الجمهورية؟ ويبقى السؤال ماذا عن اولئك القتلى من الأطفال الذين فقدو
حياتهم في حرب اشعلها الكبار ليكون الأطفال أكبر ضحاياها
ا
بالرغم من كل ما كتب وقيل عن وضع الطفولة المأساوي في ظل الحرب القائمة حالياً فإنه لا يكون أشد تعبيرا من كلمات طفلة تحكي عن فقد كبير تعيشه بعد رحيل الأمان عنها.
ولأن ملف الجرحى لا يزال هو الوجع اليومي الممتد من مأرب إلى عدن، ومن تعز الى الضالع، ومن البيضاء الى حجة، وفي كل شبر من أرض اليمن.
تواصل قناة تواصل متابعة الملف الخاص الذي فتحته منذ أيام بشأن قضية الجرحى المثقلة بالأوجاع، وتسلطُ الضوءَ على معاناة آلاف الجرحى، متسائلةً عن المسؤولية الأخلاقية والقانونية، وعن الجرائم التي تعرضَ لها المدنيون من قبل تحالف الحوثي والمخلوع، وعن التقصيرِ الحكومي في الاهتمام بهذا الملفِ الإنساني.