نعت وزارة الثقافة الفنان فرسان خليفة الذي وافاه الأجل اليوم الثلاثا في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد معاناة مع المرض.
ويعد الفنان فرسان خليفة أحد أهم مؤسسي اللون العدني الذي تأسس على يد كبار فناني العصر الذهبي في مدينة عدن أمثال سالم بامدهف وخليل محمد خليل وأحمد قاسم والمرشدي ومحمد سعد عبدالله والزبيدي وغيرهم.
وقال بيان لوزارة الثقافة ان الفنان فرسان خليفة كان من أوائل من غني لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وأحيا أول حفل في العام 1963م وتنقل حينها لإحياء الاحتفالات في كل من محافظات مأرب وذمار وصنعاء ومناطق مختلفة أخرى وقدم الأغنية الوطنية باقتدار مثلما قدم الألوان العاطفية والوجدانية.
وفرسان خليفة من مواليد عدن عام 1941 م، وتلقى تعليمه الإبتدائي والمتوسط في مدرسة المسيلة ( سابقا ) مدرسة لطفي جعفر أمان ( حالياً ) , ثم التحق بمدرسة ( البادري ) الثانوية بمدينة كريتر.
وقد أنهى دراسته الثانوية بمدينة عدن في بداية الستينيات من القرن الماضي وحصل على منحة دراسية في مجال الموسيقى من حكومة الإحتلال البريطاني ( آنذاك ) فسافر الى جمهورية مصر العربية والتحق بالمعهد العالي للفنون بالقاهرة .
وعاد الى اليمن في منتصف الستينات بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون بالقاهرة وشارك في الدفاع عن الثورة من خلال الأناشيد الوطنية والثورية كما شارك في حصار السبعين بإنشودة وطنية خاصة بذلك الحدث.
وفي عام 1972 م هاجر الى دولة الإمارات العربية المتحدة وإستقر بها، وعمل موظفا في هيئة الهجرة والجوازات الإماراتية حتى أحيل للتقاعد .
وبدأ الغناء وهو في سن صغيرة، حيث كان يشارك في إحياء الأنشطة الفنية المدرسية وكانت مدرسة ( البادري) الثانوية هي نقطة البداية الفنية له لإحتوائها على مسرح كبير يقدم فيه الطلبة أنشطتهم وتقام على خشبته مختلف الحفلات الفنية .
وكانت أغنية ( حيّا ومر مثل القمر ) أول لحن للفنان فرسان خليفة من كلمات الأستاذ محمد سعيد جراده وقد غناها الفنان في حفل فني مشترك مع الفنان الكبير محمد يوسف الزبيدي عام 1957 م ومثل ذلك الحفل شهرة كبيرة للفنان حيث كتبت عنه الصحف وتحدث عنه النقاد ولقبوه بـ "فريد الأطرش اليمني" وأخذت الأغنية بالإنتشار من خلال بثها من إذاعة عدن.
ثم توالت بعد ذلك أعماله الفنية الجميلة ومن حسن حظه أن منذ بداياته الأولى تغنى بكلمات كبار شعراء الأغنية اليمنية أمثال محمد سعيد جراده أحمد شريف الرفاعي محمد شفيق أحمد الجابري قيس غانم نعمان د.سعيد الشيباني وغيرهم الكثير .
وأثناء دراسته في القاهرة إستطاع فرسان خليفة أن يقدم نفسه للجمهور المصري كفنان مبدع وعمل على تكوين علاقات قوية وطيبة مع كبار الفنانين والعرب أمثال : المطرب الكبير محرم فؤاد الذي عرفه على العندليب الراحل عبدالحليم حافظ وكذلك ورده الجزائرية وطلال مداح وموفق بهجت وعليه التونسية وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة وليلى نظمي وفائزة أحمد ووفائدة كامل.
غنى من ألحانه عدد من المطربين والمطربات العرب أمثال فائزة أحمد التي غنت له "يا أخي الصغير أنت العديل على أبي " من كلمات الدكتور سعيد الشيباني وغنت له الفنانة شريفة ماهر "نجم الصباح بكر غبش يلالي " من كلمات الشاعر عبدالله سلام ناجي كما غنت له الفنانة رويدا عدنان والفنان فكري جلال وغيرهم من الفنانين العرب .
وكان هناك تعاون فني بينه وبين الفنان محرم فؤاد في أغنية "كيف تنسينا الليالي" من كلمات قيس غانم نعمان والفنانة نجاة الصغيرة في أغنية "ياما كنا حبايب "كلمات الشاعر اليمني زكي بركات.
غنى للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتغنى بالوحدة المباركة منذ ستينيات القرن الماضي وغنى للمرأة والفلاح والراعي والمغترب ولغيرها من القضايا الإجتماعية.
ولقب بكثير من الألقاب الفنية مثل " بلبل اليمن " و" شادي اليمن " و " عندليب اليمن " و" الشادي الطروب " , " فريد الأطرش اليمني" و " فارس الأغنية الوطنية في اليمن".