بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال ترجل القائد العسكري اللواء أحمد سيف اليافعي خلال مشاركته في معارك استعادة الساحل الغربي.
اليافعي الذي ولد في مديرية رصد بمحافظة أبين عام 1950 استشهد عن عمر ناهز السبعة و الستين عاما في الصفوف الأمامية لمعركة استعادة جبل النار شرق مديرية المخا .
أكثر من خمسين عاما قضاها اليافعي في السلك العسكري تنقل خلالها في عدد من المناصب القيادية التي ابتدأت بتعيينه مديرا للاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع عام 1978 وختمها بتعيينه نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة في أواخر العام الماضي.
عقب تحرير محافظة عدن تم تعيينه قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة وشارك في استكمال عمليات تحرير محافظات لحج وأبين، وتصدر المشهد العسكري في عدن حين أشرف على عمليات إعادة بناء الوحدات العسكرية في المحافظات المحررة الواقعة تحت سيطرة المنطقة الرابعة.
كان الرجل متخففا من الولاءات الشخصية للمخلوع صالح حين أعلن ابان ثورة فبراير 2011 انشقاقه عن الجيش وتأييده للثورة الشبابية، ليتولى بعدها قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في منتصف 2012 واستمر في منصبه حتى الانقلاب الأسود الذي قامت به مليشيا الحوثي والمخلوع.
لم يرفض الرجل يوما ما العمل في جميع الظروف والمتغيرات التي مرت بها البلاد، وكان جنديا وفيا للشرعية والجمهورية، ولم يتخلف عن أي معركة على امتداد الأراضي الواقعة تحت سيطرة المنطقة العسكرية الرابعة، وعرفته الجبال والسهول الممتدة من قاعدة العند حتى باب المندب.
فجر يوم الأربعاء الأخير من شهر فبراير 2017 حمل في طياته خبر صاعقا تمثل في استشهاد اللواء اليافعي بالتزامن مع استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من جبل النار الاستراتيجي، قبيل يوم واحد من استشهاده كان اليافعي يتحدث عن الكشف عن أسلحة حديثة تستخدمها المليشيا في اغتيال القادة العسكريين وجميعها جاءت عبر ايران، وبالرغم من ذلك لم يكن الرجل ممن يرضوا بالبقاء بعيدا عن ساحات المعارك، بل ممن تراهم يسابقون جنودهم ويزاحمونهم على الصفوف الأولى.