العربي الجديد: في خطوة جديدة أقدمت جماعة الحوثيين المسلحة على اقتحام منزل موسيقار اليمن الأول الفنان أحمد فتحي (58 عاماً) وذلك بعد أقل من خمسة أيام فقط على مقتل أصغر فنان شعبي" نادر الجرادي" وسط ظروف غامضة في وضح النهار وسط العاصمة صنعاء.
مصدر الخبر ورد على لسان الفنان فتحي نفسه حيث أكد في تدوينة له عبر حساب صفحته الرسمية فيسبوك قائلاً: احتلت المليشيات الحوثية مزرعتي الواقعة في منطقة العرج بضواحي محافظة الحديدية شمال اليمن بعد طرد حارس المزرعة وعائلته.
وأضاف فتحي: بما انه ليس لي مسكن خاص بي في مدينة الحديدة ولا غيرها في اليمن فقد بنيت مسكناً متواضعا ضمن المزرعة مكتمل الأثاث والمتطلبات.
وبهذا يبدوا أن نار الحرب قد فتحت أيضاً على الفنانين المناهضين للجماعة هذه المرة، وأصبح لزاما على الفنان أحمد فتحي أن يدفع ثمن مواقفه السابقة.
خصوصا وانه كان من أوائل الفنانين الذين غنوا لثورة الشباب اليمنية 2011 وأعلنوا تأييدهم لها كما هو معروف عنه.
وسبق أن تعرض فتحي لحملات اعلامية متعددة منذ زيارته للعديد من المحافظات اليمنية وذلك برفقة الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان والذي اختارته للاحتفاء بمناسبة تسلمها للجائزة وايضا المشاركة في سلسلة الكرنفالات الاحتفالية بذكرى الثورة اليمنية.
في ذات الاتجاه اعلنت كرمان على الفور إدانتها لاقتحام منزل الفنان أحمد فتحي ووصفت ما يحدث بالتصرف الهمجي.
فيما اكتفى فتحي بمطالبة الجماعة الحفاظ على المزرعة ومحتوياتها والحرص على أن تعود إليه كما دخلوها مفوضاً أمره لله بحسب حديثه.
من بين التفاصيل الخاصة المتعلقة بحياة الفنان أحمد فتحي مواليد (1957م)، روايته للبدايات الأول من مشواره الفني حيث يقول بانه كان يصنع عازف العود من علب البلاستيك في سن الثامنة وقد أصدر اول اسطوانة غنائية له وهو في سن الثالثة عشر من عمره.
هاجر الفنان فتحي في سن الشباب إلى مصر، وحصل على درجة الماجستير ، بتقدير امتياز من المعهد العالي للموسيقى العربية، إضافة إلى فوزه بثلاث جوائز كأحسن عازف عود من المعهد العالي للموسيقى العربية.
غنى لفتحي العديد من كبار الفنانين والملحنين العرب والخليجيين، يقيم حاليا في جمهورية مصر مع عائلته الكبيرة، حيث وأنه والد الفنانة الشابة بلقيس احمد فتحي والتي تعتبره ملهمها الأول طوال مشوراها الفني.
استمرار محاولات الاعتداء وملاحقة رواد الفن اليمني يدفع الكثيرين منهم الى مسايرة سلطات ألأمر المواقع وتفضيل البقاء في موقف الحياد، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على واقع الأغنية اليمنية والتي عرف عنها الازدهار في مراحل أكثر خطورة من ما يمر به البلد اليوم.
لكن الأخطر من ذلك بحسب رئيس البيت اليمني للموسيقى فؤاد الشرجبي يبقى متمثلاً في نسف تراث الأغنية اليمنية واستبدالها بما يسمى بزوامل وأناشيد الحرب التي تدعوا الى الجهاد ورفع الحماسة في الميادين.