يستعد الوفد الحكومي لمغادرة الكويت بعد إعلان مليشيا الحوثي والمخلوع عن تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها.
واعتبر الوفد الحكومي هذا الاعلان بمثابة الرصاصة الأخيرة على المشاورات، مطالبا المجتمع الدولي بتحميلها المسؤولية عن فشل المشاورات.
وأثار إعلان مليشيا الحوثي والمخلوع موجة ردود فعل واسعة وتعليقات مستمرة في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد طالب وزير الخارجية ورئيس الوفد الحكومي في في مشاورات الكويت عبدالملك المخلافي، المجتمع الدولي بالضغط على الانقلابيين للالتزام بالقرارات الدولية والانصياع لمتطلبات السلام، و"إدانة الانقلاب الجديد على الشرعية الدستورية والأممية وتحميل تحالف الحوثي صالح مسؤولية افشال المشاورات".
وأشار المخلافي في سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى أن "على المجتمع الدولي أن يدرك من أشعل الحرب في بلادنا وسعى إلى تدميرها، ولازال مصر على خيارات الحرب والانقلاب رغم اننا مددنا أيدينا للسلام بصدق".
وقال بأن وفدي جماعة الحوثيين وحزب صالح، أضاعوا فرصة السلام التي كان يحتاجها اليمن، وأصروا على إفشال المشاوراتـ التي سعت الحكومة فيها إلى انجاحها بكل جهد.
وقال الوزير المخلافي "نجح الانقلابيون في إقناع العالم بأنهم ضد السلام وأنهم سبب افشال مشاورات الكويت ومتمردون على الشرعية الدولية"، موضحا ان "الانقلاب الحوثي عفاشي الجديد ليس إلا ملهاة تستدعي السخرية".
كما أعلن نائب رئيس الوفد الحكومي عبد العزيز جباري فشل المشاورات. وقال جباري ان وفد الحكومة اليمنية سيغادر الكويت بعد غد أي يوم السبت. وأشار إلى أن الوفد الحكومي سوف يصدر بيانا بشأن هذه التطورات الليلة.
وقال ان الجيش الوطني على بعد كيلومترات من العاصمة صنعاء في إشارة إلى اعتزام الحكومة للسير نحو الحل العسكري بعد فشل الحل السياسي.
ونقلت قناة العربية عن مصدر خليجي تأكيده بأن إعلان مليشيا الحوثي وصالح تشكيل مجلس سياسي جديد لإدارة شؤون البلاد سياسيا وعسكريا يعتبر نسف كامل للمشاورات.
وقال المصدر أن هذا الاعلان هو بمثابة نسف للعملية السياسية والمشاورات الجارية في الكويت.
وطالب المصدر المجتمع الدولى ومجلس الامن الى اتخاذ خطوات قوية وفورية حيال التصرف الغير مسؤول من قبل الانقلابيين
وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبدالسلام محمد، تعليقا على اعلان المليشيا تشكيل مجلس سياسي مع المخلوع ان الحوثيين ظلوا "يرفضون حل اللجنة الثورية وإسقاط الإعلان الدستوري حتى شعروا بحالة خوف من الانتقام عززها الانهيار في الصراري بتعز".
معتبرا ان مشاورات الكويت لم تعد مجدية وان الرد عليها من الانقلابيين كان بتشكيل سلطة جديدة تضمن تقاسما كاملا بين أطراف الانقلاب. وأضاف "المخلوع كان يقول إن الحوثيبن سلطة أمر واقع متهما هادي بتسليمهم الدولة..اتفاق اليوم يعني انه وحزبه شركاء رسميين وليس رعاة فحسب".
كما أكد على ان مجلس الحكم الانقلابي الجديد هو "محاولة نفخ الحياة في الانقلاب المنهار الذي فشل في إيقاف التدهور الاقتصادي والعسكري".
وكانت مليشيا الحوثي والمخلوع قد أعلنت اليوم عن توقيع اتفاق لتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها. حيث وقع الاتفاق من جانب المؤتمر نائب رئيس المؤتمر صادق أمين أبو راس، وعن مليشيا الحوثي رئيس المجلس السياسي صالح الصماد.
ونص الاتفاق على تشكيل مجلس سياسي أعلى يتكون من عشرة أعضاء من كل من المؤتمر ومليشيا الحوثي بالتساوي بهدف توحيد الجهود لمواجهة ما أسماه بـ "العدوان السعودي وحلفاؤه ولإدارة شؤون الدولة في البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً وغير ذلك وفقاً للدستور".
ونص ثانيا على ان تكون رئاسة المجلس دورية بين المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه والمليشيا وحلفاءها ويسري الامر ذاته على منصب نائب رئيس المجلس.
أما البند الثالث، فقد أكد على انه "تكون للمجلس (سكرتارية عامة / أمانة عامة) يحدد المجلس مهامها واختصاصاتها بقرارٍ منه".
والبند الرابع ينص على ان "يتولى المجلس تحديد اختصاصاته ومهامه اللازمة لمواجهة العدوان وإدارة البلاد ورسم السياسة العامة للدولة وفقاً للدستور وذلك بقرارات يصدرها المجلس".