زيارات ميدانية ربما تحمل في طياتها رسائل إيجابية عن عزم الحكومة للخروج من بوتقة الحصار والإقامة الجبرية التي فرضت على أعضائها في العاصمة المؤقتة.
تلك التحركات بدأت بمحاولة تطبيع العلاقات مع القوات الإماراتية صاحبة النفوذ الأمني والعسكري في المناطق المحررة، حين عقد بن دغر سلسلة من اللقاءات مع قائد القوات الإماراتية في عدن ليعلن عن تدشين مرحلة جديدة من التقارب النسبي والمشروط بعدم الخروج عن النص الذي ترسمه الامارات للأطراف المحلية.
عقب التقارب المعلن شهدت الخدمات نوعا من التحسن الذي انعكس على قطاعات الكهرباء والخدمات وتحركات المسئولين الحكوميين، على الرغم من استمرار الانقسام في العمل الأمني والعسكري ورفض تسليم مبنى المحافظة للمحافظ الجديد من قبل المحافظ المقال والمدعوم اماراتيا.
وصول رئيس الحكومة الى المخا اليوم يراه العديد من المراقبين جزء من سياسية التطبيع ومحاولة إضفاء الشرعية على التحركات الإماراتية بشكل منفرد بعيدا عن الرئاسة والحكومة اليمنية في الساحل الغربي وهو اعتراف متأخر بأن الحكومة اليمنية هي الجهة الوحيدة التي بإمكانها إضفاء الشرعية على تحركات التحالف في الداخل اليمني.
معركة المخا تمت لكنها لم تنتهي بعد ومازالت المليشيا على مرمى حجر من الميناء التاريخي واحد اهم بوابات تهريب السلاح للمليشيا وتسعى جاهدة للعودة اليه، وفي إطار الصورة مازال هناك الاف المواطنين مبعدين عن منازلهم في المدينة منذ نزحوا عنها خلال المواجهات التي شهدتها المدينة.
نجاح الحكومة والتحالف في إدارة ميناء المخا وتجهيزه لاستقبال المعونات والمساعدات وحتى السفن التجارية من شأنه ان يرسل رسائل إيجابية للعالم بإمكانية تجاوز مشكلة ميناء الحديدة وهو ما لا يبدو واضحا حتى اللحظة وهو ما يعني اختلاف الاجندات الخاصة عن تلك المعلنة فيما يتعلق بحركة الموانئ والسيطرة عليها.
لكن خلاصة القول في الأخير بأنه لن تتغير الأمور على الأرض مالم تقرر الامارات ومن خلفها التحالف تسليم إدارة الموانئ للحكومة الشرعية وتعزيز وجودها على الأرض.