اليمن ملقى خارج دائرة الاهتمام العالمي او هو كذلك حال اليمن، الذي ما انفكت الاحداث فيه من بناء جدار سميك بينه والمجتمع الخارجي الا ما ندر من التصريحات التي تتناوله من زاوية الحرب الدائر وتفاقم الأوضاع.
هذا ما كان ينقص اليمن في ظل الوضع الراهن وهو ما ذهب اليه جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الذي أكد على أهمية استئناف وقف الأعمال العدائية، وقال إن تصاعد القتال أدى إلى تدهور الوضع الإنساني على الأرض مشيرا الي ان ذلك ساهم في اختفاء اليمن من رادار الاهتمام العالمي بسبب الصراعات الأخرى بالمنطقة.
الإشارة هنا ليست مجرد إيحاء فحسب لبلدان المنطقة المضطربة التي تعيش صدامات عسكرية ونزيف دم ويضعها العالم تحت مجهره الكبير كالعراق وسوريا وليبيا بينما يتجاهل اليمن، لكن التشابه بينها جميعا انه من ذهب الي الحرب فإنه لا يعود من رحلة الصراعات المتوحشة.
اليمن الذي اندفع الي ساحة الحرب على ايد أبنائه واغلب ما هو معروف بتحريك ذراع إيران الحوثيون والذي قابلهم على الفور انشاء تحالف عسكري تقوده السعودية، لم يبلغ أيا من الطرفين اهدافه الأخيرة خصوصا وان الاعمال العسكرية تأخذ بالتصاعد بالاشتباكات في الحدود السعودية اليمنية وأيضا تكثيف غارات الطائرات الحربية في المحافظات اليمنية.
يمضي اليمن في شهره التاسع عشر من القتال، وكل هذه الأيام السوداء تسببت بالكثير من المشاكل لاسيما ارتفاع عداد القتلى والجرحى ناهيك عن التراجع في الخدمات على المستوى الاقتصادي والصحي في لحظة تمضي الجماعة الانقلابية وحليفها الرئيس المخلوع بتعميق جراحات البلاد ليس بالرصاص وحده بل في اعتقالات الخصوم وإخفاء المئات منهم وتعريض حياتهم للخطر جراء التعذيب كما ترفض الجماعة الانقلابية اية حلول سياسية من شأنها حلحلت الوضاع وإخراج البلاد من واقعه المزري.
في المقابل يستمر نظام الرئيس الشرعي وحكومته يرقبون الأوضاع بمنظار من بعيد حيث يقيمون في العاصمة السعودية الرياض في ظل تعثر المساعي السياسية وارتفاع حدة المعارك في جبهات مختلفة.